آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

كوثر الناصر: أؤمن بأن إيجاد المعنى في الحياة يجعلنا أقدر على تحمل المعاناة

جهات الإخبارية حوار: زهير الغزال

كوثر الناصر شابة سعودية لها رحلة مليئة بالشغف في مجال تمكين الشباب، ساهمت في تدريب أكثر من 3000 متدرب في مجال قيادة المبادرات الشبابية والتطوير المهني والريادي، بالتعاون مع أكثر من 25 منشأة على مستوى المملكة.

تعد عضو فاعل في وكالة شؤون الشباب بالهيئة العامة للرياضة ونظمت عدة برامج في مجال تطوير المهارات.

وتم اختيارها لتمثل وفد شباب المملكة في 3 مؤتمرات دولية منها مؤتمر التمكين القيادي للمرأة بالأردن، كما صدر لها مؤخراً رواية ملكة السجن وبودكاست البحث عن معنى.

كان لـ «جهينة الإخبارية» هذا الحوار معها:

نستهل حديثنا معك حول البدايات، من أين كانت نقطة الانطلاق؟

البداية كانت تجارب متعددة عبر التطوع لدى عدة منشآت منذ أن تخرجت من المرحلة الثانوية، مما ساعدني لأكتشف ما الذي أريده بالضبط.

أعتقد أن اكتشاف شغفك وقدراتك لايمكن الوصول إليه وأنت جالس على الطاولة تمسك بورقة وقلم وتجري اختبارات تقييم شخصية بل لابد أن تخوض تجارب حقيقية لتكتشف قدراتك.

وفعلاً هذا ماساعدني لاكتشف أن شغفي هو العمل على استثمار طاقات الشباب وتمكينهم لذا بعد التخرج مباشرة من الجامعة توجهت للعمل مع مراكز التدريب والاستشارات.

ماهي المحطات التي تعتبرينها نقاط تحول في مسيرتك؟

أعتقد أن التغيير يحدث بشكل تراكمي أكثر من كونه نقاط تحول، لكن لو أردت تحديد بعض المحطات ستكون دخولي عالم التدريب قبل التخرج من الجامعة ونجاحي في كسب ثقة جهات كبرى بحيث تمت دعوتي للتدريب لديهم عدة مرات وهذا كان بدعم وتوجيه من مرشدتي في هذا المجال أ. بثينة الماجد، أعتقد أنه في كل محطة نحتاج إلى من يفوقنا خبرة لنستطيع المضي في درب النجاح بشكل أسرع، وأيضاً انضمامي لوكالة شؤون الشباب بالهيئة العامة للرياضة، وكذلك الأمومة كانت نقطة تحول أعادت تشكيل نظرتي للعديد من الأمور، وآخر محطة هي عملي الحالي في إدارة مركز لين التطوير والمساهمة في تأسيسه.

من مجال تنمية الشباب إلى الكتابة... ما العلاقة بينهما؟

من يقرأ لما أكتب يعرف أني أكتب لنفس الهدف الذي أدرّب لأجله، عملي في مجال التدريب هو عمل مع أحلام الشباب، إنه يجعلني قريبة من تجاربهم وشعورهم بالضغط تجاه أحلامهم. ولهذا في روايتي ملكة السجن، اخترت الحديث عن فتاة تعاني من تحديات مرحلة العشرين، بالإضافة للاكتئاب.

لماذا اخترت تحديات هذه المرحلة العمرية بالذات؟

نحن في زمن كل شيء فيه يقول لك أنت لست كافياً، نجاحك ومظهرك ونمط حياتك.. كلّه ليس كفاية حين ترى المثالية التي تظهر بها حياة الآخرين في مواقع التواصل.

تود لو تواكب كل هذا وتجد نفسك تسعى لمثالية لاوجود لها فينتابك الضغط والقلق، هذا القلق لاينتاب العشرينيين فقط ولكن بسبب وفرة الخيارات التي يواجهونها بعد التخرج متساءلين كيف يبدؤون حياتهم المهنية والأسرية؟ وكيف يحددون مصيرهم؟ حينها يصبح الضغط أعظم!

لكن لماذا ركزت على الاكتئاب تحديداً؟

لأن هناك كثير من الأشخاص يعانون منه دون أن يعرفوا أنه قد يعود لأسباب عضوية ويمكن علاجها، للأسف لازالت معظم الأمراض النفسية في مجتمعنا تفسر على أنها عين وحسد أو «مجرد مرحلة وتعدي» فتتفاقم حالة المريض ويظل يعاني لسنوات. حرصت أن أنقل حالة الاكتئاب بكل واقعية لذا قضيت في كتابتها ثلاث سنوات وحاورت العديد من مرضى الاكتئاب وراجعتها مع عدد من الاستشاريين النفسيين.

بعد رواية ملكة السجن أصدرت بودكاست «البحث عن معنى» فما الذي دفعك لإصداره؟

أؤمن بأهمية أن نوصل رسالة للشباب بطرق سهلة وأكثر إمتاعاً لذلك اخترت التدوين الصوتي، بحيث تكون الحلقات قصيرة ومتاحة على عدة منصات مثل اليوتيوب والساوند كلاود وغيرها، وبحمدالله تجاوز عدد الاستماعات توقعاتي وأصبحت تصلني رسائل تفاعل حول العالم العربي من دول مثل العراق والجزائر.

ولماذا اخترت له اسم «البحث عن معنى»؟ وعلى أي أساس تختارين مواضيعك؟ *

اخترت هذا الاسم لكوني أؤمن بأن إيجاد المعنى في الحياة يجعلنا أقدر على تحمل المعاناة التي نكابدها، لذا كانت أول حلقة بعنوان ”هل ولدت لأعيش عادياً“ وهي تتحدث عن قصة الدكتور فيكتور فرانكل والعلاج بالمعنى.

بشكل عام تبدأ الحلقة بسؤال، ورحلتي في البحث عن الإجابة هي ما تقودني لكتابة النص، أنتقي الأسئلة التي تناقش الأفكار المعلبة والموزعة في المكتبات والانترنت التي تدعوك لكمال زائف حيث الانسان القوي والسعيد طوال الوقت! البودكاست اعتبره مساحة لأقول لك لست سوى انسان... أخطاؤك وآلامك لا يمكن حلها بالتجاهل وارتداء قناع الايجابية.. بل أن تعترف بوجود ألمك وتعبر من خلاله لتصل لحياة ذات معنى.

ختامًا.. برأيك ماهي أبرز التحديات التي تواجه الشباب؟

أعتقد أننا في زمن تتوفر فيه كل المعلومات لتعلم أي مهارة تحلم بها من دروس عبر الانترنت وكتب وغيرها، كما أن الانترنت اختصر الكثير من المسافات لتصل لفئتك المستهدفة كمثال لست بحاجة لأن تتنظر قناة تلفزيونية تتبنى موهبتك في الوقت الذي يمكنك أن تنشأ قناتك الخاصة على اليويتوب، وحتى في مجال التأليف لو لم تجد دار نشر يمكنك نشر كتابك ككتاب إلكتروني عبر تطبيق كيندل التابع لأمازون بأقل التكاليف، لذا أعتقد أن التحديات ليست ظروف خارجية بالدرجة الأولى بقدر ماهي تحديات داخلية مثل الخوف من الفشل والخوف من ردة فعل الآخرين والتسويف ونحوها هي التحديات الحقيقية التي قد تسحبك كمرسالة نحو القاع فتبقى سفينة أحلامك في مكانها.