آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

حَدَث لي في ليلة الجمعة

ليلى الزاهر *

غالبًا ما تكون بعض المواقف مثارًا للفكاهة والتندر، ولا تؤخذ على محمل الجد إلّا بعد تصدّع جدار الأمان الذي كنا نستند خلفه.

لن أكتب اليوم ككاتبة رأي كعادتي وإنما سوف أكتب لأكشف حدثًا أنتابني في ليلة الجمعة الفائتة.

بعد صلاة المغرب مباشرة تّم توقيف عمل «الواتسب» الخاص بي وانتقل بحوزةشخص آخر يديره كيف شاء هو.

لاتسألني عن الكيفية التي سرق من خلالها «الواتسب» لأنني طالما كنت منتبهة لجرائمهم الإلكترونية، ولم أفتح يوما رابطا مجهولا، ولم ألتفت لرسالة نصيّة عابثة، أو مجهولة المصدر ولكن قدّر الله وما شاء فعل.

توالت بعدها الإتصالات من صديقاتي تباعًا يتأكدن من أنني أريد تسديدًا لعملية شراء «أونلاين» وأطلب المال من خلال تصوير البطاقة المصرفية لهن من الأمام والخلف ولكنني نفيت ذلك.

والبعض منهن رجّح سرقة جوالي لأنني لم أقم بهذا العمل طوال حياتي ولم أطلب منأحد حوالات بنكية أو مبالغ على سبيل الدَّين. والبعض منهن علم تمامًا أن ما يحدث وجه من وجوه النصب والاحتيال فقمن بحظره والإبلاغ عنه.

ومما ساعد على انتشالي من بعض تبعات هذا الموضوع أن الرسائل كانت تحوي أخطاء إملائي وأسلوبا لا يناسبني كمعلمة لغة عربية فقد لفت انتباه إحدى صديقاتي كتابة إن شاء الله بطريقة كنت أحاربها «إنشاء الله».

وأين أنا من ذلك كله، توجهت فورًا لمركز الشرطة وقمت بالإبلاغ، ساعدني الضابط المناوب ببعض النصائح المجدية، ولكنه رفض تثبيت البلاغ كتابيا كحالة وأرشدني لإجراء بلاغ عن طريق «أَبْشر».

قمت بعمل رسالة نصيّة لجميع قائمة الأسماء عندي ولكنني كنتُ أعلم بأن اتجاه أغلب الناس لرسائل «الواتسب» لا الرسائل النصية، من جهة أخرى كان ذلك المحتال يواصل الحديث ويطلب المبالغ المالية من الناس عن طريق «الواتسب» وقام بإخفاق عمل الكود «الواتسب» حتى يضمن عدم عودته لي أو تنزيل «واتسب أعمال» ويحاول سرقة الناس خلال ثمان ساعات هي ذاتها المدة التي حددتها لي شركة «واتسب» لعودته مجددا في حوزتي. أبرقت لهم وأرسلت الإيميل شاكية للشركة ولكن قد تأخّر تفاعلهم معي!!

في هذه الأثناء قمت بعمل ثلاث مجموعات مكونةً من جميع الأرقام في هاتفي وأخبرتهم بما يجري وقدمتُ اعتذاري لإنشاء هذه المجموعات.

لقد نجح المحتال في الاحتيال على بعض الصديقات وكلفني ذلك ألمًا وحزنا.

لقد ظلّ مستمرا بعمله الاحتيالي طوال ليلة الجمعة إلى فجرها.

البعض كان يضحك من حديثه ويجاريه استهزاء، بينما شكّل البعض للأسف الشديد صيدا ثمينا لهذا المحتال حاربه الله.

أخيرا نزل «الواتسب» بعد ثمان أو تسع ساعات وأنا والله يشهد لم يغمض لي جفن.

«الواتسب» موقع حساس جدا عند تنزيله لابد أن يكون محميًا بخطوتين «الكلمة السريّة» و«الإيميل» ولنكن أشدّ حذرا بعدم الالتفات لأي رسالة مهما كان صاحبها ومن أي جهة كانت.

أخيرا لابد أن أقول:

‏أحدهم انتحل شخصيتي لكنه لم يستطع أن يخدع الجميع. فهناك أشياء لايمكن سرقتها: أسلوبك، لغتك الجميلة، قلمك العلمي، إحساس الآخرين بك.

‏حمدا لله أن هناك أشياء ملكًا لك لا يمكن اللعب فيها وتجاوزها.

إلا حارب الله أهل الزّور! إلا حاربهم الله في سرادق مجده!