آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 1:31 ص

نجيب الزامل.. الوطن أولاً..

عبد الباري الدخيل *

لم تربطني به علاقة قريبة، ولا بعيدة، ولم التقي به الا مرات معدودة في منزل المهندس عبدالشهيد السني أو مكتب الشيخ حسن الصفار.

أول لقاء قريب تصافحنا فيه كان في مناسبة يوم بر الوالدين، فبعد أن عرض عمل شاركت فيه عرّفني الأستاذ عبدالأمير السني للراحل الكبير نجيب الزامل فصافحني بحرارة وطوقني بباقات من ورد الكلمات الجميلة الإيجابية والدافعة والمشجعة.

ساعة بلغني نبأ وفاته ألمت بي غيمة حزن، هبطت رأسي وذكرت الله وترحمت عليه، ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.

اليوم وأنا أكتب عنه ومن خلال استعراض مسيرته الحافلة جاء في ذهني هذا السؤال:

ماذا سيقول المتنبي لو التقى بنجيب الزامل؟

سيقول: أنت يا نجيب مصداق لقولي:

وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ

كان ذا نفس كبيرة، ونفس طويل، أحب وطنه وأهله، فكان قريبا من الجميع، وما أدل على ذلك من تفجع الكل وتأبينه بالكلمات اللائقة في كل موقع.

الوطن أولاً..

كان يحمل الهم الوطني ويقدمه على كل هم حتى في أفكاره التطوعية والعمل الاجتماعي كان ينطلق من خدمة الوطن وأبناءه.

أتذكر له موقف كنت أحد أطرافه.. ففي محنة الأخ حمدان التركي المواطن السعودي الذي أدين عام 2006م في محكمة كولورادو بتهمة الاعتداء على مدبرة منزله الاندونيسية، وقد حظيت قضيته باهتمام رسمي وشعبي واسع في المملكة العربية السعودية.

وقد نتج عن هذا التفاعل والاهتمام قيام حملة بعنوان: «Obama Free Homaidan | أوباما أطلق حميدان»، وقام المخرج السعودي المهند الكدم بعمل فيلم تسجيلي كمناشدة شعبية سعودية موجهة من أبرز الأسماء السعودية المعروفة وهم: د. سلمان بن فهد العودة، حسن الصفار، تركي الدخيل، نجيب الزامل، نواف التمياط، وابنة حميدان التركي رُبى.

رابط الفلم:

?v=1fu-wCkVNQQ

مما أتذكره من موقف إيجابي وعملي لحب الوطن موقف الراحل نجيب الزامل حيث أشار على القائمين على الفيلم بإشراك سماحة الشيخ حسن الصفار قائلا: كيف يكمل الفيلم ومكوّن شريك في الوطن غائب؟

وبالفعل حضر فريق الفيلم وتم تسجيل المناشدة، وقد علق عاصم الغامدي مدير إنتاج الفيلم على مشاركة الشيخ الصفار لـ ”العربية. نت“: ”لقد تعاون المشاركون في الفيلم مع القضية وتفاعلوا بشكل مُلفت. أذكر أن الشيخ الصفار بعد أن صوَّرنا معه أخبرنا مرافقوه بأن حفل عرس إبنه الليلة“.

هذا الموقف ومواقف أخرى تدل على أن هذا الراحل الكبير نجيب الزامل رحمه الله كان مهموما بوطنه ورفعته، وما أروع ما أبّنه الشيخ حسن الصفار، حيث يقول: ”كان مهمومًا بحب وطنه ومواطنيه، متجاوزًا لكل التصنيفات والحواجز المصطنعة“.