آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

وجاءت ليلة الناصفة

ليلى الزاهر *

بالأمس كان الإيطاليون يتسابقون في إخراج معزوفات موسيقية من شُرفات منازلهم رغبةً منهم في تحرير أنفسهم من أي هزيمة نفسية تُشعرهم بالعجز أمام سطوة داء كورونا.

وكشفت لنا بعضُ حسابات الكوادر الطبية في بعض المستشفيات مقاطع أهازيجية تحكي الألم بصورة هزلية تخفيفا عن العبء الذي يشعرون به.

إنها إيام ثِقال والجميع يريد أن يستهدف كورونا ليزيل شبح القلق والخوف من أيامه المريرة.

هكذا عبّرت شعوب العالم عن استيائها..

لهذا الوضع المنافي لمهمة الإنسان الاستخلافية في الأرض، فنقلت لنا مواقع التواصل الاجتماعي الصور المختلفة للإنسان المعارض للسكون والخضوع وهو في أوج اعتقاده بأهمية وجوده وقد ركن إلى البقاء بمنزله.

ولكن ماحالنا نحن المسلمين ونحن نمرّ من خلال هذه الأزمة بأجمل أمسية من أمسيات العام؟!

أمسية فاتنة ينتظر قدومها الصغار والكبار على السواء، تشعُّ البهجة فيها كل أرجاء العالم العربي والإسلامي ويحتفل بها الكثير من المسلمين على اختلاف لغاتهم.

لقد تصفحتُ في معجمي الخاص لأضع وصفًا يتناسب مع جمال هذه الليلة المباركة.

ولم يسعني قلمي لوصف ذلك الينبوع الذي يجرف معه كل مفرداتي في ميدان الجمال والقداسة.

ليلة الناصفة كما يعرفها الجميع أو حلّ وعاد أو قريقشون جميعها مسميات لجزء لايتجزّأ من معتقداتنا وثقافتنا وتراثنا.

ولما لها من الفضل والشرف فإن جميع المسلمين في أنحاء العالم ينتظرون قدومها ويتبادلون التهاني والتبريكات بإطلالتها.

فهل سيقف كورونا في وجوهنا وينتزع منا اللحظات الجميلة التي نعيشها في أجواء الاحتفالات بهذه الليلة؟

كلّما اقتربت ساعة الاحتفال بهذه المناسبة ازددنا أُنْسا ولن نجد مشكلة في إحياء هذه الليلة المباركة لأبعد من آفاق منازلنا ليصل دعاؤنا لله تعالى في وقت نحن بأمس الحاجة فيه لتوحيد صفوفنا العبادية.

لابد أن نُشعل أضواء الفرح ونلبس الجديد ونُزيّن منازلنا ونُلهب المشاعر لاستقبال هذه الليلة المباركة.

قد تُصغي جيدا وأنت بمنزلك لتسمع صوت الأناشيد وترى من بعيد الأبواب المفتوحة وملابس الأطفال الجميلة تُعانق إيقاع رقصاتهم المُعبّرة عن الفرح الذي غاب عن شوارعنا وأحياءنا في القطيف.

يقول الرسول ﷺ:﴿إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن رواه البيهقي..

خلف كل ألم حدثٌ يبني الأمل ويعيد لنا الابتسامة من جديد بغدٍ أفضل.

لنترك أحزاننا ونستودع آمالنا عند أمل الشعوب في ليلة القِسمة وليلة الغفران والعتق من النيران كم اُتفق على تسميتها.