آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

بيوت سعيدة في أزمنة حرجة

ليلى الزاهر *

يقول الكاتب والأديب المصريّ قاسم محمد أمين: ﴿ما شعرتُ بالسعادة إلّا في بيتي مع زوجتي وأولادي

إذا أردنا أن نُفرّق بين المنزل والبيت سوف تُخرجنا المعاجم اللغوية بمادة جميلة مفادُها الآتي:

البيت:

هو المكان الذي يعتاد الإنسان أن يقضي الليل فيه سواء نام أم لم ينم به.

وهو مكان يجمع الأسرة الواحدة بأفرادها وقد جاء في القرآن الكريم بهذا المعنى وهو أصدق البيان.

قال الله تعالى في سورة القصص، آية 12، صفحة 386:

﴿وَ حَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى‏ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَ هُمْ لَهُ ناصِحُونَ

أما المنزِل:

هو ما كان فيه أكثر من بيت سواء كانت البيوت مرتبطة ببعض ببناء واحد كالمبنى السكني، أو منزلالعائلة إذا كان يحوي أكثر من عائلة أو مثل البيوت المتفرقة كمجمع صغير.

والمنزل: هو المكان الذيتنزل فيه بعد مسير أو رحيل، ليلا او نهارا.

قال الله تعالى في سورة المؤمنون، آية 29، صفحة 344

﴿وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ

أمّا بعد ونحن في بيوتنا وسط أُسرِنا سوف نبعث رسائل نفتح بها أبواب القلوب، سنعتاد أن نصبَّ أنفسنا في قوالب بعضنا البعض، لنتشابه حبًّا وسلامًا حتى لَيُقال من شابه أباه فما ظلم.

إن جميع المجتمعات القومية تدعو لفرض سبل السلام على الأسرة، وتدعو لبناء كيانها على أسس قوية الجذور.

وقد أبدع الشرع ببسط أجمل العلاقات الحقوقية التي تدرّ أرباحها الفعلية على المجتمع ببناء أسرة متماسكة تنهض في مختلف الأزمات.

ولايوجد غطاء كغطاء الإسلام الذي حفظ الأسرة من جميع الملوثات وسعى إلى إذابة وانحلال الحواجز بين أفرادها.

الأسرة في زمن الجائحة تختلف كثيرا؛ لأنها ألحقتْ أفرادها بقوافل المحبين، وربطتْ بينهم برباط الحبّ الوثيق.

إن هذا الوقت من الفرص الثمينة التي سوف ندرك ثمنها الباهظ بعد إنتهاء زمن الجائحة الذي جعلنا نتواصل كأسرة قرّبت البعيد. وأثْنت على القريب، فكان الولد سرّ أبيه شهامة وكرما.

أصبحت أدوارنا متقنة جيدا، وتوزّعت بعدالة، لنا أعين تراقب وتلاحظ الخطأ فتصوبه، ولنا أيدٍ تشدّ على السواعد مُشجّعة.

بيوتنا سعيدة في زمن كورونا ليس كما وصفها البعض بأنها امتلأت عراكا وخلافا وبدأت تتمنى عودة المدارس من أجل الخلاص من الأبناء.

نحن حقا نتمنى العودة لمدارسنا ولعملنا لأننا نعشق الحياة، ونرفض تفشي هذا الوباء لينال منا ويعبث بأحلامنا.

إنّ الرجل العاقل في البيوت السعيدة يستطيع أن يتعرّف على مجاهل المرأة ويكتشف أسرارها، يحيطها بسياج آمن في وقت الشدائد.

الكلمة الحانية سحره الخاطف، مؤمن بأنّ الحياة الزوجية ليست حلبة مصارعة فهناك أطفال يشاهدون ويتأملون ثمّ يتألمون.

يدرك تماما أنه أمام امرأة تختلف عنه في تركيبها الداخلي، بينهما فروقات جسدية وعاطفية عديدة لذلك كثيرا مايكون نزارها،

ويُشبعها من كلمات نزار فيقول لها:

‏عندما أشرب القهوة معك أشعر أن شجرة البن الأولى زُرعت من أجلنا؟

يقول الرسول الكريم ﷺ:

﴿من صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب في ذلك الأجر أعطاه الله ثواب الشاكرين.

أما الزوجة فهي تُحادث نفسها باستمرار وتقول:

زوجك لم يكن يوما أسير حربٍ يخضع للتهديد والمناوشة، له أنثى تحبه أكثر منك بكثير، غطّ في أعماقها وشهد على دموعها وهي تسعى لإخراجه لكِ رجلا صالحا.

لن ترضى أمه إفساد حياته، هي تحبه كثيرا وإذا لم تبادليه الحبّ فستفعل هي وتُرجعه إلى أحضانها.

يقول الإمام الصادق :

﴿أيّما امرأة قالت لزوجها: مارأيت قطّ من وجهك خيرا فقد حبط عملها

في حياتنا الجميلة التي يزينها الأمل بغد جميل علينا نحن النساء أن نُدرك بأننا أشباه الرجال وسط هذه الدوامة التي نرجو زوالها سريعا؛ لذلك تشعر المرأة أحيانا بأنها رجل يدير كفة الحياة بأصبع وبالرغم من ذلك هي لا تستغني عن وجود الرجل في حياتها.

أما الرجل لايناسبه أن يشعر شعور المرأة ليس انتقاصا بشأن المرأة؛ لكنه خُلق ليكون سندا لها تتباهى بقوته لمن يعترض طريقها.

الرجل منصّة المرأة، هو عيناها، ترى الكون من خلاله.