آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 11:39 م

التباعد الاجتماعي.. أصبح ضرورة

عباس سالم

من أهم الممارسات التي يمكننا القيام بها اليوم للوقاية من جائحة فيروس كورونا هو التباعد الإجتماعي، وذلك لتجنب انتقال العدوى الناجمة عن الفيروسات والأوبئة، واتباع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة يساعدان على إبطاء انتشار الفيروسات والتقليل من عدد الإصابات.

التباعد الاجتماعي في ظل انتشار وباء فيروس كورونا هو: الحفاظ على ترك مسافة أو مساحة بين الأشخاص للمساعدة على منع انتشار المرض بين الناس، وعلى إبطاء انتشاره وتقليل خطر الإصابة به، ومن الضروري أن تبتعد عن الآخرين مسافة «2 متر» على الأقل، ويعد الحفاظ على التباعد الجسدي بين الأفراد أمرًا مهمًا حتى لو لم تكن مريضًا.

شهر محرم الحرام على الأبواب ففي كل عام يحيى عشاق الإمام الحسين ذكرى ثورته العظيمة، لكن هذا العام جاءت في زمن فيروس لعين أصاب الكثير من الناس في المجتمع، وتسبب في زهوق أرواح كثيرة، فالأعداد من الأموات تتزايد كل يوم والأحزان تراها في الكثير من البيوت، لذلك ينبغي علينا أخد الحيطة والحذر واتباع الإجراءات الإحترازية والتباعد الإجتماعي، في ظل جائحة كورونا التي تجتاح العالم، ولا شيء يسير على طبيعته وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالتجمعات واللقاءات المباشرة بين الناس.

استخدام التكنولوجيا عن بعد للبث المباشر للمحاضرات وغيرها يعد من أفضل الوسائل التي تحد من عدوى انتقال الأمراض بين الناس بسبب الفيروسات، التي ربما يحملها أحد الأشخاص ويقوم بنشرها بين عشرات الأشخاص المتواجدين في المكان، وفي ظل الخدمات التكنولوجية والانفتاح العالمي يتحتم على الجميع إجراء بعض التغييرات الجذرية على نمط الحياة بشكل عام، فعدم الإختلاط بالآخرين لفترة معينة يساعد على كسر الوتيرة المتصاعدة لتفشي الأمراض، ومنَعَ انتقال العدوى والحد من نشر المرض بشكل كبير.

التصرف المبكر والصارم للحكومة رعاها الله تعالى عندما انتشر وباء فيروس كورونا كان صائبًا، ولكن مسؤولية الحفاظ على أرواح الناس لا تقع على عاتق الحكومة فحسب، بل على أفراد المجتمع أيضاً، حيث أن التباعد الاجتماعي مصطلح نحتاج إلى إعادة صياغته، وأن نعطيه من روح اللغة والمكان الذي نعيش فيه، وفقاً لأسلوب الحياة الذي نعيشه والقيم التي نؤمن بها، ولذلك فمن المفترض أن نستبدل هذا المفهوم بالتباعد المكاني أو الجسدي، ويكون شعارنا التباعد المكاني والتواصل الاجتماعي، ولا سيما أن التقنيات الحديثة اليوم تسمح لنا بالتواصل الدائم بالصوت والصورة.

ختاماً يعد الحفاظ على التباعد الاجتماعي أمراً مهماً في زمن الفيروسات حتى لو لم تكن مريضاً أو مصاباً، ونحتاج في الوقت الحالي إلى دعم بعضنا البعض، ولكن مع الحفاظ على التباعد الجسدي قدر الإمكان، وبالطبع فإن عاداتنا وتقاليدنا ليست معتادة على مسألة التباعد خصوصاً في المناسبات الاجتماعية، لكن اليوم التباعد الاجتماعي بات ضرورة في ضل انتشار الفيروس اللعين «كورونا» الذي يفتك بالعالم كله، واستخدام التكنلوجيا عن بعد صوتاً وصورة لإقامة مراسم إحياء عاشوراء الحسين هو أفضل خيار في ظل الجائحة.