آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 2:36 م

من لا يؤدبه الضمير، تؤدبه الحياة حين تدور

سوزان آل حمود *

هل تعرف ضميرك؟ هل سبق وأن جلست معه على طاولة حوار، وطال النقاش بينكما؟ ربما صارحك مرة بأخطائك وهفواتك، عدها عليك خطأً خطأً، بينما أنت لم تنفك عن محاولة إقناعه بجدوى ما تفعل، أو التبرير له ببعض المبررات الباردة، أو حتى محاولة خداعه ببعض الكلمات الملويّة أعناقها مسبقًا.

الضمير أو ما يسمى الوجدان هو قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان عمل ما خطأ أم صواب أو التمييز بين ما هو حق وما هو باطل، وهو الذي يؤدي إلى الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية، وإلى الشعور بالاستقامة أو النزاهة عندما تتفق الأفعال مع القيم الأخلاقية، وهنا قد يختلف الأمر نتيجة اختلاف البيئة أو النشأة أو مفهوم الأخلاق لدى كل إنسان.

جميل جدًا! المهم أن لا تغلق الباب في وجه ضميرك وهو يتحدث. أن لا تصادر آراءه تجاهك في كل مرة.

هذا الكلام قلته مرة لصديقتي التي تنازلت عن كثير من مبادئها، وتعللت بفساد مجتمعها، قلت لها: لا أطلب منك أن تتغيري، فقد يبدو الإنتقال من حالة إلى حالة نقيضة صعب جدًا على النفس من أول وهلة، ولكن كل ما أتمناه منك أن يبقى إحساسك بالذنب، أن ترهفي سمعك لصوت ضميرك وهو يقول لك هذا ”فعل محرم“. وأمر ثالث مهم: أن تبقيْ ممتنة له.

أعلم بأن هذا الأمر مزعج جدًا، وقاسٍ أيضًا لفتاة مثلك لم تعتد التضييق من أحد، ولكن كما تعلمين: فالضمير هو آخر ما يمكن للإنسان أن يتشبث به ليبقى إنسانًا حقًا.

فاذا علا صوت الانا على الضمير ذهب العطف على الصغير، ذهب الإحساس بالشيخ الكبير وذهب من حولك صغير كان ام كبير.

الضمير صديق وفيّ لمن لا يعرفه، لا يجامل ولا يداهن، ولا يخطئ حدسه أبدًا، حتى وإن رُميَت في وجهه كذبة منمقة مغلفة بغلاف ”التبرير“ فلن يصعب عليه اكتشاف زيفها. وسيظل متمسكًا بصراحته لأجلنا ليس إلا. «الضمير ليس صفة وراثية في الطبيعة، إنما يحدده وضع الإنسان في المجتمع وظروف حياته وتربيته»

ومع وفائه إلا أنه لا يَعِد صاحبه أن يوقف جميع حماقاته، أو أن يجعله يتخلى عن عاداته السيئة، ليس هذا من ضماناته الأوليّة، ولكن يستطيع أن يضمن له كراهية تلك الأخطاء في نفسه، وتردده في مقارفتها مجددًا، أما ما بعد ذلك فتتكفل بضمانها الأيام!

لحسن الحظ، فإن أكثرية الناس الساحقة هم من أصحاب الضمائر الحية. وهي نعمة كبرى من نعم الخالق على البشر. والأقلية القليلة تمثل أصحاب الضمائر الميتة.

كيف تعيد نبض ضميرك؟

• العزيمة على عدم العودة أو التفكير فقط في أن يغرق في الظلمات والصفات الذي يصفه بالتكبر

• ان يتعرف أكثر على اهمية الضمير في الحياة

• النظر في الحروب وتفعيل المشاعر قد يزيد في رجوع الضمير

• النظر لمستقبلك ومن حولك لكي تكون محبوب بين الناس لا منبوذ

ختامًا:

تشبثوا بضمائركم جيدًا، أفسحوا لها المجال لتتحدث وتتنفس وتحاول أن تقنعكم برأيها. فحتى لو لم نقتنع، حتى لو لم نستجب لنصحها، فيكفينا شرفًا أن ضمائرنا لا تزال حيّة.