آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

شواهد العصر فوق جناح امرأة

ليلى الزاهر *

يقول شكسبير في تعريف النساء: «هنّ الكتب والفنون والمدارس التي تبرز العالم كلّه وتحتويه وتُغذيه»

المرأة رِئة منزلها، تعيش الجهاد فيه، قادرة أن تعيش أدوارًا مُختلفة في موازنة جميلة بين حياتها كامرأة عاملة أوربّة منزل.

وبالرغم عن اختلاف بنيتها العاطفية والجسمية عن الرجل لكنها نصفه الآخر لايستطيع أن يعيش بدونها.

لذلك لا يناسب المرأة الأم أن تكون عاصفة في منزلها تقتلع جذور الأمان فيه يُسيرّها الغضب والمزاج السيء لصغار الأمور، بل من المناسب لها احتواء جميع أفراد أسرتها تحت جناحها لأنها مصدر كلّ معاني الخير والحبّ والشجاعة لأولادها.

زرعت فيهم حب العلم والإقدام والتحلي بجميع المُثل السامية.

وأجمل غرس تغرسه المرأة الأم الحبّ في نفوس أبنائها يتساوى في ذلك حب جميع الناس بما فيهم حب ذويها وحب أفراد أسرة زوجها دون تمييز بين عمة وخالة أو عم وخال. وبذلك تصنع القوة لأبنائها فالقوة الحقيقية تخرج من العائلات المتماسكة المُحبة لبعضها التي لايزورها التفكك والتّعصب لفرد دون آخر وهذه أجمل رسالة تحملها المرأة لمجتمعها.

⁧وعندما أقولُ بأن المرأة تشكّل القوة كأباطرة المجد الذين حكموا الشعوب،

فإنّ شواهد العصور هي من يتحدث بذلك فقد شهد التاريخ لها وأشاد عظماؤه بقوة المرأة.

فهذا محمود العقاد يصف المرأة فيقول:

«إذا كانت المرأة الجميلة جوهرة، فالمرأة الفاضلة كنزٌ»

وأسهب الكثير من المفكرين والأدباء في وصف المرأة وكلٌّ يترك بصمته التاريخية من أجل المرأة، لأنهم يؤمنون بإنجاز المرأة في أقلّ صورة ممكنة لها وبإمكانية محدودة وعلى حسب مقدرتها.

لقد تركت المرأة بصمتها الإيجابية على جدران مجتمعها لأنها تواكب التّغيّر المنطقي، وكانت شاهدة على اندثار أزمنة بائدة قوضت أركان شخصية المرأة. فقد قيّض الله تعالى للمرأة زمنا جميلا أعاد توازن المجتمع والأسرة معا وحفظ للمرأة حقوقها، فضعفت الذاكرة التي كانت تتحدث عن زمنٍ مُنعت فيه الفتاة الصغيرة من دخول المدرسة إذ أصبح ابتعاثها للدراسة خارج البلاد أمرا اعتياديا في حين كانت طالبة الشرقية تعاني أخذ موافقة الوالدين للدراسة في منطقة الرياض.

والحقيقة أن المرأة أصبحت تسير في اتجاهات متجددة غير مسبوقة، وتقف في صفوف الرجال باحترام، تمتلك الأدوات المناسبة للرقي بنفسها، تروي تربة الحياة الجافة بإضافاتها العذبة مساندة للرجل واقفةٌ بجانبه لاغنى له عنها.

أما قوة المرأة فأنّها تتكئ في زمننا على دراستها وعملها وخبراتها الحياتية التي تُطمع الرجل في الاقتراب منها. والغريب أن بعض الرجال يهرب من الاقتران بامرأة قوية يصبح التكافؤ ماثلا بجانبها، قد تكون ندّا له يخشى قوتها الاستعراضية ولكن حقيقة الأمر أن هذه المرأة تُخرج فتية يتميزون عن غيرهم بشدة البأس وقوة المنطق، يُجسّدون البطولة العلمية والاجتماعية.

وعلى الرغم من تعدد مواطن القوة عند المرأة إلا أن الأمر مختلف فيه عند عامة النساء فالبعض منهن ترى قوة المرأة في شهادتها العلمية بينما تراها الأخريات في مالها وسلطتها ومكانتها الاجتماعية، وترجع بعض النساء قوة المرأة إلى اعتمادها الكليّ على نفسها دون الحاجة إلى وجود سند قوي

مما يُتيح لها فرصة البقاء قوية في حال تخلّي الجميع عنها ويستوي في ذلك السند المادي أو المعنوي.

أما الخبيرة النفسية «رندة حسين» فلها رأي جميل إذ أرجعت قوة المرأة في ضعفها. حيث تقول:

«ضعف المرأة هو مصدر قوتها، لا يعنى تهاونها فى حقها، أو نقص من قدرها، أو إهدار لكرامتها، أو ضعف شخصيتها، بل يعنى الحنان، الإحساس المرهف، الرحمة والهدوء، رقة الطباع، سحر الحديث وعذوبته»

ومما لاشك فيه أن المرأة تُعطي المنزل إشراقة بهيّة ولمسة حانية تنثر الجمال بين أرجائه حتى وأن تعذرت الأموال وجفت الأيدي منها فهي ريحانة المنزل كما وصفها سيد البلغاء أمير المؤمنين علي .

ولو اجتمعت جميعُ أصناف الزهورِ بألوانها الجذابة سوف يغيبُ جمالها بحضور المرأة الصالحة والأم المُنْجِبة للأبناء الأنقياء النُّجباء. ‏وسوف تتحدث المدن وتناشد المرأة:

أفيضي علينا بوشاح الحب الذي ترتدينه.

فأنا لا أخشى أن يكون للشجرة قلب خشبي لأن قلبها أَجْوَد من بعض القلوب الحجرية.

⁧ولا أعتقد بأن التأنيث للشمس عيب كما ذهب المتنبي لذلك.

وإذا أردنا أن نُدرك مدى تقدم الدولة ونعلم صلاح سيرتها الاجتماعية لابد أن نسأل عن منزلة النساء في هذه الدولة.