آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 7:46 م

منصة مدرستي وإنصاف المعلم

علاء آل محسن

نسير الآن في الأسبوع الرابع مُنذ بداية الدراسة المختلفة نوعاً ما عن سابق عهدها بسبب جائحة كورونا التي غيرت الكثير من حياتنا اليومية.

«منصة مدرستي» العنوان الذي أغضب وخوف كثير من أولياء الأمور، وعلي العكس تماماً كانت شريحة ليست بالقليلة من أولياء الأمور متفهمة تماماً ومتعايشة مع الوضع الحديث للدراسة عن بُعد. وللأسف، للتنفيس عن غضبهم كان للمعلم النصيب الأكبر. المعلم..! وما أدراك ما المعلم، نعم، الآن أدركنا ما المعلم وما هو المعلم ودور المعلم وأهمية المعلم. ووضَح للكل هوية المعلم الحقيقية، وأنه ليس فقط موظف عادي بدوام قصير وإجازة صيفية طويلة وراتب، خصوصاً مع مقارنته بموظفين القطاع الخاص. متناسين دوره الكبير والشاق في تعليم وتربية أبنائهم والكم الهائل من الضغوط في سبيل تعليم وتربية أبنائهم.

قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا
كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفساً وعقولا

أبيات شعرية رائعة في حق المعلم. لكنها كادت أن تندثر بسب محاربة المجتمع للمعلم وعطاءه، حاربوه في معيشته وإجازته ودوامه.

محدثكم وبكل فخراً كان معلماً لسنوات وقاسيت كما قاسى المعلمين ضغوط نفسية في التعامل مع أبناءه الطلاب، بالإضافة إلى الضغوط من قبل مرؤوسيهم وضغوط من قِبل المجتمع الذي لم يقدر دور المعلم ذلك الدور العظيم، حيث إنه الركيزة الأساسية لبناء عملية التعليم سواء كانت حضورياً أو عن بُعد.

دارت الأيام والسنون وظهرت «جائحة كورونا» فكان من الصعب أن تفتح المدارس فتقرر أن يكون التعليم عن بعد «منصة مدرستي» منعا لانتشار الوباء وما هي إلا أيام قليلة من انطلاق التعليم عن بعد حتى جاء التذمر من قِبل أولياء الأمور وخصوصا الأمهات وبان التعب والإرهاق الشديد في متابعة أبنائهم طيلة اليوم خاصة من لديه أبناء في مراحل التعليم المختلفة من التاسعة صباحا حتى السابعة مساء بالإضافة إلى انشغالهم في أعمالهم أو في واجباتهم المنزلية عبء ثقيل وشاق فعلا كل ذلك العبء كان يتجشمه المعلم والمعلمة دون تدمر فكم أنت عظيم أيها المعلم.

انكشفت الحقيقة لذلك الجندي المجهول الذي يتحمل طلابه طيلة اليوم الدراسي في تعليمهم وتربيتهم وتصحيح مساراتهم من مرحلة الطفولة حتى الرجولة والنضج.

دور المعلم كبير جدا ومهم جدا فهو يستحق التقدير، الاحترام والإجلال من قِبل المجتمع. المعلم بلا شك مكمل للأسرة والمجتمع في إنشاء جيل متعلم واعي يخدم مجتمعه ووطنه.

وأعتقد بأن تجربة الدراسة عن بعد ستعيد للناس معرفتها واحترامها لدور المعلم والمعلمة وأهميته في حياة أبنائنا وبناتنا. شكرا للمعلم والمعلمة هم الجنود الذين يقفون في الصفوف الأمامية لخدمة وطنهم ومجتمعهم.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد عبدالمحسن
[ الدمام ]: 19 / 9 / 2020م - 8:22 م
المعلم هو بكل تأكيد الركيزة الأساسية في العملية التعليمية التقليدية والإفتراضية، لكن هل بقي دور المعلم كما هو دور يتصف بالنمطية والتلقين، أم أن المعلم أصبح محرك ومحفز للطالب للتفكير والتفاعل والبحث والإبداع مستخدماً وسائل التقنية الحديثة التى يتعلم الطالب من خلالها بعض المهارات في التعليم والتعلم بشكل مسبق قبل دخوله المرحلة الإبتدائية .
أظن أن السنوات المقبلة سنشهد نقلة نوعية في العملية التعليمية،خاصة وأن إطلالة بواكير الذكاء الإصطناعي بدتْ تظهر في بعض الدول..!!..