آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 1:42 ص

لا تتهاونوا بالإجراءات الوقائية من كورونا

عباس سالم

لا زال الفيروس اللعين «كورونا» موجود بيننا، ويهدد العالم بموجة ثانية قد تكون أشد فتكًا بالبشرية من موجتة الأولى، فهناك دول أوربيةوبعض الدول العربية تعود إلى بداية الأزمة وتستعد للإغلاق الكامل منها بريطانية وأمريكا.

وباء كورونا أصاب الكثير من أبناء مجتمعنا فمنهم من غادرونا دون رجعة رحمهم الله تعالى ومنهم من منَّ الله تعالى عليهم بالصحة والعافية، ولقد كبد وباء كورونا العالم خسائر ب أكثر من 960 ألف وفاة و31 مليون مصاب، وخسارة تريليونات الدولارات بحسب إحصائية منظمةالعمل الدولية، وفِي وطننا الغالي تعاملت الدولة رعاها الله تعالى بإحترافية عالية، وبإجراءات احترازية صارمة في مواجهة الفيروس اللعينوكانت النتيجة محاصرته بأقل الخسائر الاقتصادية والبشرية.

عندما انتشر فيروس كورونا في وطننا الغالي مررنا بحالة ارتباك في البداية، ونجحت الدولة رعاها الله تعالى في تطبيق الإجراءاتالإحترازية، من الإغلاق الجزئي والتباعد الإجتماعي في الكثير من أمور الحياة، ووضع شروط صحية على كل المؤسسات التي تقدمخدماتها للمواطنين، وإلزام الناس بارتداء الكمامة في كل الأوقات وفِي جميع الأماكن وبالخصوص الأماكن المزدحمة.

الدولة رعاها الله تعالى أقرت بغرامة مالية على كل من يتهاون بارتداء الكمامة، ولا زالت الكمامة والتباعد الإجتماعي هما السلاحان الوحيدانلمواجهة عدوى وباء كورونا، بعد تعثر توصل العالم إلى لقاح لكبح الفيروس الذي لا زال موجود ويهدد العالم بموجة ثانية أشد فتكًا منسابقتها بحسب خبراء في الصحة العالمية وقد بدأت في بعض الدول الأوربية والعربية بإصابات كبيرة تعيدها إلى بداية الجائحة.

العالم الغربي يضع الآمال على علمائه بالتوصل إلى لقاح وقائي من فيروس كورونا، ويأملون بالاحتفال بأعياد الميلاد في نهاية العام 2020 وبداية عام جديد 2021، وممارسة طقوسهم المعتادة في كل عام، ونحن جزء من هذا العالم ولسنا بمنأى من المخاوف التي تجتاحه بهجمةثانية لفيروس كورونا في فصل الشتاء، وهذا يتطلب منا جميعاً مواصلة العمل بالإحترازات الوقائية التي تعلمناها من الدولة رعاها الله دونتهاون والاستعدادات المكثفة لمواجهة الوباء.

عندما تعيد الحكومة الحديث عن التساهل بالإجراءات الإحترازية، وتعليق المتحدث الرسمي لوزارة الصحة السعودية الدكتور محمد العبدالعالي على مشاهد الإزدحام وتجاوز الإحترازات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا في اليوم الوطني ال 90 بأنها مؤسفة جداً وأن الوباء لا زالموجود وبقوة، هذا ليس لتخويف الناس ولكنه بسبب حالة الاسترخاء التي شاهدناها عند الكثير من الناس وفِي بعض المؤسسات وأماكنالتسوق وغيرها، وجعلت المواطنين يتخلون عن الإجراءات الإحترازية من عدوى الفيروس والسماح للعدوى بالانتشار بينهم.

إن بعض دول العالم تجدد حالة الطوارئ ضد فيروس كورونا ومواجهته، ونحن جزء من هذا العالم الذي ينبغي علينا مواصلة العملبالإجراءات الإحترازية وألا نهمل أو نتخلى عنها كإجراء وقائي من عدوى الوباء، وما نشاهده من انفتاح في المجمعات التجارية والأسواقوفِي المقاهي وبعض أماكن الترفيه، وكأن الفيروس قد مات وانتهى فتهاون الناس في مواجهته بالرغم من الهلع الذي أصاب بعض دول العالممن موجة ثانية للفيروس.

ختاماً أنه لا بدا لنا جميعاً أن نتذكر ما فعله وباء كورونا في مجتمعنا، وتحمل المسؤولية في مواجهة عدوى الفيروس اللعين بصرامة، لكييستمر دوران عجلة الاقتصاد في الوطن، والمطلوب هو: رفع وعي المواطنين والمقيمين بخطورة الاستهانة بفيروس كورونا وبالإحترازات الوقائيةمنه، والذي قد يبدأ بموجة ثانية إن لم يكن قد بدأها في بعض الدول، وإن التعايش مع الفيروس بالإجراءات الإحترازية واستمرار دوران عجلةالاقتصاد في المصانع والشركات والمؤسسات الحكومية وغيرها أفضل من الإغلاق ومرارته وهم إجراءاته.