آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

‎ ”التعليم عن بعد“.. تحول تاريخي ومشكلات متواصلة

جهات الإخبارية انتصار آل تريك - القطيف

المالكي: مستقبل نمطي مكمل ومرادف للتعليم التقليدي

المرزوق: ”مدرستي“ أصبحت ضرورية أكثر من أي وقت مضى

المسباح: لست مع استمرار المنصة وإن كانت إيجابياتها تطغى على سلبياتها

قَلَب انتشار جائحة ”كورونا“ المستجد، مسار التعليم التقليدي في المملكة رأسًا على عقب، ليتجه بالكامل ناحية التعلم الرقمي عبر ”منصة مدرستي“ الافتراضية، التي يلتقي فيها بشكل يومي 850 ألف فصل افتراضي، حسب ما ذكره حساب وزارة التعليم في ”تويتر“.

ولكن هناك علامة استفهام تبقى معلقة في أذهان غالبية الناس، وهي ما إذا كان سيبقى هذا النمط من التعليم ساريا أم يعود التعليم تقليديا كما كان عليه قبل الجائحة.

وبين مؤيد ومعارض للاستمرار التعليم الإلكتروني، قد يجد البعض أن استمراها هو وسيلة أمان وحل في أوقات الطوارئ، بينما يصر آخرون على أنه لا غنى عن التعليم التقليدي..

وكشفت آراء المستفيدين من منصة مدرستي أن حصة الأسد من المؤيدين لاستمرار المنصة كانت في صفوف الطاقم التعليمي والهيئة الإدارية، بينما رفض غالبية أولياء الأمور ممن توجهنا لهم بالسؤال استمرارها.

تحول تاريخي

ذكر رئيس وحدة التميز ومشرف اللغة العربية بمكتب غرب الدمام سلطان المالكي أن استحداث منصة مدرستي الرقمية لجميع المراحل الدراسية في التعليم العام كبديل عن الحضور الفعلي للطلاب إلى المدارس هو تحول تاريخي سيترك أثره في بدء محو الأمية الرقمية في المجتمع ويشبه لحد ما بدايات التعليم بالمملكة وبدء محو الأمية بين سكانها.

مستقبل نمطي

وأضاف بأن هذا النوع من التعليم سيكون مستقبلا نمطًا تعليميا مكملا ومرادفا للتعليم التقليدي وليس بديلا عنه تماما وذلك لاحتياجات الطلاب الاجتماعية والتربوية والنفسية للبيئة المدرسية في مراحل التعليم المختلفة.

شريك أساسي

وقال معلم اللغة العربية فايز الأسمري إن التعليم عبر منصة مدرستي سيكون شريكا أساسيا للتقليدي في جميع صوره واشكاله بشكل مباشر وغير مباشر ساهم في تنشيط مشاركة الأسرة مع المدرسة والمعلم بشكل فعال وسد الفجوات السابقة كما سهل عملية الحصول على الواجبات الدراسية والاستغناء عن الدفاتر مستقبلا.

مبادرة وحضور

وأكد المعلم عمار الأصمخ بأن الاستمرار في التعليم عبر منصة مدرستي فيه إيجابيات وسلبيات، مضيفًا: ”ما لاحظته في العديد من الطلبة، الاهتمام والحرص والمبادرة للحضور، والمشاركة في المنصة، بسبب التقنية وبالخصوص من كان يتكاسل في الواجبات والمشاركة أصبح ينافس ويناقش المعلم“.

ضرورة وأساس

وأبدى المعلم أمجد المرزوق تأييده استمرار التعليم في منصة ”مدرستي“، حتى وإن زال الوباء وانتهت الأزمة، وعاد الطالب للحضور للمدرسة، ولعل من أهم دروس الجائحة هو اعتبار التعليم الإلكتروني أمرا أساسيا وضروريا في كافة مراحل التعليم، وليس ترفا أو زيادة كما قد يظن البعض.

مصطلح بديل

وتابع: ”أعتقد بأن التعليم التقليدي ليس خيارا مضادا للتعليم الإلكتروني، بل قد يكون المصطلح البديل هو التعليم عن بعد في مقابل التعليم الحضوري، وعلى كل حال فأرى أن وجود منصة مدرستي أصبح هاما وضروريا أكثر من أي وقت مضى حتى وإن زال الوباء، ورجع الطالب للحضور في أروقة المدرسة“.

خطط وواجبات

وأيد المعلم هاني المهنا، الاستمرار في المنصة ودمجها مع التعليم الحضوري والاستفادة منها في الخطط العلاجية والواجبات والاختبارات وتعويد الطالب على البحث وتقديم المعلومة وقال بأنه لمس حرص الطلاب على التعلم وفق الإمكانيات التي يقدمها المعلم لهم حيث ذللت الصعوبات التي كانت تواجههم سابقا.

حل المشكلة

وقالت المساعد الإداري في وحدة عمليات الموارد البشرية بمكتب التعليم بالقطيف حكيمة السهوان إنها تؤيد استمرار التعليم الالكتروني للأطفال في ظل جائحة كورونا.

وأضافت: ”من المتوقع عدم الاكتفاء باستخدامه كحل لمشكلة معينة وانما الاستعانة به مستقبلا ولكنه لن يكون بديلًا للتعليم التقليدي“.

صعوبة المتابعة

في مقابل، ذلك تضاربت آراء أولياء حيال استمرار ”التعليم عن بعد“ بين مؤيد ومعارض، ورفضت والدة الطالبة كيان السيهاتي استمرار التعليم في المنصة عن بعد ولا تؤيد استمراره وارجعت ذلك إلى المشاكل التقنية في الانترنت والخلل في نظام الحياة الروتيني وصعوبة المتابعة.

صداع وخلل

واتفقت معها والدة الطالبة ريم الجنبي، بقولها: ”أرفض بشدة استمرار التعليم عن بعد“، وعللت ذلك إلى ما تعانيه ابنتها بسبب التعليم الالكتروني من الصداع وخلل في نظام النوم والأكل.

حل فوري

وأيدت والدة الطالبة فاطمة المؤمن التعليم الالكتروني في منصة مدرستي فقط في ظل الجائحة وانه يعد حلًا فوريًا، وقالت: ”أؤيدها كحل لبعض الحالات مثل أبناء المبتعثين في دول أخرى ومن يعاني من مرض او لطلبة الماجستير والدراسات العليا وبعض تخصصات الجامعات“.

أبسط المقومات

ورفض المرشد الطلابي علي المسباح الاستمرار في التعليم الإلكتروني، بقوله: ”من منظوري الميداني وإن كانت إيجابيات المنصة تطغى على سلبياتها فلست مع استمرارها“.

وذكر بأنه اقتصاديا هنالك فئات في المجتمع لا تستطيع مجاراة التعلم عن بعد لافتقارها لأبسط مقوماته وضعف الالمام بالتقنيات واستخدامها في بعض القرى مما يضيع حق فئات ضمن المجتمع في التعلم، ناهيك عن الساعات الطويلة التي يقضيها الطالب أمام الشاشات، وهذا ما كنا نخشى على أبنائنا من الوقوع في تبعاتها الصحية، فقد بتنا لا نرى تحذيرات الجهات الصحية من أضرار الشاشات بأوقات طويلة حاضرة.

قيم اجتماعية

وحذر من غياب القيم الاجتماعية عن الواقع، فلم تعد تعاش وتمارس عمليا بقدر ما باتت تدرس بوصفها حبرا على ورق، فلا صداقات تقام بين الطلاب ولا مشاركات تنمي روح التعاون والتضامن والتكاتف والاحساس بالآخرين وانفعالاتهم.

واقع ملموس

واستدرك بأن ذلك قد ينجح بنسبة معينة لمراحل عمرية متقدمة أما برياض الأطفال والمرحلة الابتدائية فلا غنى عن التعليم التقليدي لأنه واقع ملموس وتعايش حقيقي وليس افتراضيا.