آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

تقيمنا لذواتنا في نهاية كل عام

عباس سالم

في نهاية كل عام تغلق بعض المحلات والمتاجر أبوابها أمام الجمهور، وذلك لتقييم مستوى البيع والنظر في سجلاتها عند انتهاء السنة المالية لتقييم مستوى الربح والخسارة، والنظر في ماذا خسر وماذا فاته من الربح وهل يمكن تعويضه أم لا.

يولد الانسان فيتعرف على أصدقاء عمره وهم الأب والأم وإخوانه وأخواته والجد والجدة، ويكبر فيرى أصدقاء جدد من الجيران ثم يذهب إلى المدرسة فيكون له كم هائل من الأصدقاء يرافقونه طيلة سنوات الدراسة، وبعد انتهاء المراحل الدراسية تبدا رحلة الحياة العملية فيتعرف على أصدقاء وزملاء جدد في العمل.

علينا أن نقوم بتخصيص وقتاً يومياً نقوم به بالاختلاء بنفسنا لمحاسبتها عما قدمت في ذلك اليوم من أعمال خير أو من ذنوب ارتكبناها، فمن المعروف أن إهمال الإنسان لمتابعة أعماله ربما يجره ذلك إلى الخسارة، ولعدم محاسبته نفسه سيؤدي به إلى التمادي في الذنوب والآثام، ولعل قول الله عز وجل من أبرز الدلائل على ضرورة قيام الإنسان بمحاسبة نفسه ومراقبتها، قال تعالى: ﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ .

لا بدا لنا من الاطِّلاع على عيوب أنفسنا ومعالجة الأخطاء التي أمرتنا بفعلها علينا وعلى الآخرين، ومن لم يطلع على عيوب نفسه واصلاح ذاته لا يحق له الإطلاع على عيوب الآخرين بداعي الاصلاح، وإن الاطلاع على عيوب النفس واصلاحها هو دليل على الخوف من الله تعالى والاستعداد للقائه وتبين للمؤمن حقيقة الربح والخسران في يوم لا ينفع فيه مالاً ولا بنون.

صلاح قلب المرء هو بمحاسبته لنفسه، وفساده هو بإهمالها والاسترسال معها، وإن المحاسبة طريق لاستقامة القلوب وتزكية النفوس وهو الطريق إلى التوبة، وذلك لأن الإنسان إذا حاسب نفسه أدرك تقصيره في جنب الله، فواجب كل شخص أن يقف مع نفسه ويحاسبها ولربما يقوده ذلك إلى التوبة.

وفي الختام أنه لا بدا لنا من تقييم أنفسنا في نهاية كل عام، وقد نخطيء على آخرين أو قد يخطؤون علينا ولا بدا لنا من الاعتراف بذلك والاعتذار منهم، وأن يكون لدينا ثقافة الاعتذار فهي الثقافة الراقية في التعامل مع الآخرين، قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه والله بصير بالعباد.