آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

إن الله معي

سوزان آل حمود *

كثيرًا ما صرختُ في وجهِ قلبي الهزيل الهشّ:

ألّا تسقط، إياك أن تنهار

أتوسل إليك، لا تقع، فالعيون تترصد وقوعنا.

فالقلوب القاسية إن أحسّت هزيمتك ستأكلك كفريسةٍ، وتنهش شعورك،وأنت يا قلبي المسكين، لا تملك من زينةِ الحياة الدنيا سوى الشعور، حُبّاً في اللّه، لا تُشمّت بنا الأعداء..

ثمّة مشاعر في القلب لا يواسيها إلا القرآن، مهما حاولت أن تواسي نفسك وأن تمسح على قلبك المكلوم فلن تجد أبلغ من كلام الله لترميم هشاشة القلب، وإعادة ضبط بوصلة الطريق، وترتيب المشاعر والأفكار، لا مواساة كمواساة القرآن أبدًا.

أكثر ناس رأيتها مفتقدة الحب والسند في حياتها هم أكثر ناس مصدر حب وسندل غيرهم، وكأنهم يعتذروا لنفسهم عن قلة السند في حياتهم.

لا يوجد أي سبب مقنع بأن تيأس من الحياة، إن كان حزناً فكُن من الصابرين، وإن كان فراقاً فكلنا راحلون..

عش عالمك الخاص أُكتب ما تحب وكن ما تريد لا تفرض نفسك على ذائقة أحد إعجاب الآخرين بك لا يساوي شيئاً إن لم تُعجب أنت بنفسك!

أشياء كثيرة سعيت لها وكنت أظن أن الخير فيها، وربي صرفها عني وفي اللحظات التي كنت أسَلِّم نفسي إلى الله تسليمًا كاملًا كانت الأرزاق تُساق إلي من اللطيف الخبير.. أشياء كثيرة في حياتي علمتني: أن خيرة الله، والتسخير الذي يحصل لي بسبب تسليم أمري له أفضل بكثير من اختياراتي لنفسي. ‏

فالله يرعى شعورك مهما كان حجمه، فرحُك الذي لم تتسع لهُ الدنيا، وحزنكَ الذي ضقتَ عن حملِه، رضاك وغضبك، يأسك وأملك، يرعاهُ كله ويكفل لك جبرًا وعوضًا وزيادةً ومددًا متى اتكلت عليهِ وفوضتهُ أمركَ، ‏لن يخذلك الله وهو يعلم بأنك تُردد في داخلك ”إن الله معي“

لذا أوصيك: -

لا تستمع لإحباط الآخرين لك، فالحياة ما تزال متسعة، والخير ما يزال باقٍ في قلوب بعض البشر وإن ندروا، وأحلامُك يمكنها أن تتحقق متى أصررت عليها بتوكلك على ربك ومواصلة سعيك، فلا تيأس مهما بلغ بك الضيق وكرر «إن الله معي» بإيمان ويقين، فالطريق ما يزال أمامك والله ما يزال يدبر الكثير من المُفاجآت السارة من أجلك وميض أمل.