آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

هل العالم مدينة فاضلة

عبد الرزاق الكوي

كتبت مؤخرا بعض المواضيع المتواضعة تخص الشأن الدولي بشكل عام وتأثيرها على العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط، كانت كتابة في العموميات والمسلمات لا توجد بها اسرار فتكشف ولا إنجاز فيحسب، وهي قضايا متداولة على الساحة الاعلامية وهي متاحة للجميع.

كانت وجهات نظر بعض الأخوة الأعزاء ان الكتابة في مثل هذه المواضيع كمن يخطوا على أرض زلقة عليه ان يخطوا بتأني وحذر شديدين، وأن الخوض في مثل هذه المواضيع كأنك في بحر متلاطم الامواج الداخل فيه مفقود والخارج مولود، رفضت ام العيال مراجعة المقال، كل تلك الملاحظات والنصائح تنم عن محبة متبادلة وقلوب طيبة وإحساس اخوي اقدره واخد به واعتز بهم وبوجهات نظرهم.

ووعد للجميع ان تكون الكتابة المتواضعة في العموميات ولن أخوض بحر لا املك مجاديفه، بل ابسط المسلمات تخص حياتنا اليومية معروفة ومطروحة على وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعية، تتناقل على مدار الساعة متاحة بالصوت والصورة في كل وقت ومكان، يوجد الخير السار وضده، توجد الإيجابية وضدها، العالم يعج بقضاياه المصيرية، صراع من اجل حياة كريمة متواضعة، يوجد بها الخير والشر، هذا هو حال الدنيا منذ ان قتل قابيل أخيه هابيل، واستمر هذا الحال الى يومنا هذا حتى تقوم الساعة، فالمسؤولية على مستوى الفرد والمجتمع والأمة والعالم اجمع ان يعطي صوته ويقدم وجهة نظره والعمل من اجل حياة افضل.

هذا المقال المتواضع اتمنى ان يكون خفيف على القلب يحظى بالقبول والرضا، والقلب مفتوح لأي ملاحظة واسعد بذلك.

هل بين يوم وليلة اصبح العالم اكثر حنانا يعمه العطف وتسوده الانسانية القوي يواسي الضعيف والغني يحن على الفقير، البلدان صاحبة النفود السياسي والقوة الاقتصادية لا يغمض لها جفن حتى يشعر الآخرون بالأمن والسلام، حريصون ان يعم الخير العالم وتسود المحبة بين مختلف دياناتهم وطوائفهم، تعمل القوى الكبرى في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، يكافحون انتشار الحروب، ويتكاتفون من اجل تخفيف الكوارث ان وجدت، كل مساعيهم المظفرة ان تتحقق العدالة ويحظى الجميع بكامل حقوقه المشروعة، اصبحت القوى العظمى جمعية خيرية متنقلة متعددة الأغراض الإنسانية، بالطبع بدون مقابل، يسهرون على راحة البشرية.

تجلت هذه الروح الإنسانية والمشاعر النبيلة في تكاتف بناء لمكافحة وباء كورونا، سعت القوى الكبرى لقيادة العالم من اجل انقاد البشرية كم انقدته من براثن الفقر وتجنبه ويلات الحروب، فالمجاعة شبه معدومة والبطالة اصبحت خبر كان، والمشردين والنازحين والمهجرين اصبح من الماضي.

تذكرنا قول امام المتقين علي :

«أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى».

يشاهد العالم الشركات العالمية العابرة للقارات تتسابق على مدار الساعة لفعل الخير، سفنهم العابرة للقارات تجول في المحيطات لتقدم خدماتها الانسانية، زاهدة في متاع الدنيا من اجل مستقبلا افضل يعم العالم، وتستفيد البشرية من خيراتها ومصادرها تحت مظلة السياسات الحكيمة والأيدي المباركة من بناء مجتمعات فاضلة تبنى على تحالفات بناءا على المصالح المشتركة تصرف الميزانيات من اجل الرخاء والسعادة والصحة بعد ان انتهى الفقر والمجاعة والبطالة من العالم.

اليوم البوارج تنقل الغذاء لمن يحتاجه والطائرات بدون طيار تجوب الصحاري والقفار من اجل بيئة افضل، والمحافظة على الثروات النباتية والحيوانية بعد اطمئنانها على الانسان.

كل ذلك يتناقله إعلام نزيه يخدم المشروع الإنساني بلا خداع أو تضليل او توجهات غير مشروعة وأجندات خفية، تنقل للعالم بشائر الخير والمستقبل الواعد ان العالم مقبل على أبواب نظام عالمي تتجلى فيه الإنسانية يعمه الاستقرار والعلاقات الأخوية.

فالربيع اليوم ليس شرق أوسطي بل ربيع على مستوى العالم من مشرقه الى مغريه، حوارات بناءه بدون خوف أو قلق، الغذاء والدواء في متناول اليد، لا يوجد قتل على الهوية ولا تفجيرات على خلفيات طائفية ولا عنصريات مقيته.

مجلس الامن والأمم المتحدة الحارس الأمين لقيادة العالم نحو اكثر عدالة، ونشر الديمقراطيات بدون إملاءات وشروط، يفرض قراراته والجميع سمعا وطاعة، اصبحت الصحة على افضل مايرام بعد كل ذلك الواقع المشرق، يبشر بالخير والمسرات بفعل النفوس الطيبة والروح الخلاقة.