آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

لماذا نحتاج إلى القيادة؟

حسين نوح المشامع

سؤال محير لا يبرح يراود مخيلاتنا كثيراً، وهو الاحتياج إلى القيادة؟ وهل نحتاج إليها في إدارة حياتنا، بحيث أننا لا نستطيع إدارة حياتنا بدونها؟؟

أم نحن نستطيع إدارة مؤسساتنا بنجاح دون قيادة ونستطيع إدارة مساجدنا بنجاح دون قيادة؟ ونستطيع إدارة نوادينا المختلفة بنجاح دون قيادة؟ ونستطيع إدارة بيوتنا بنجاح دون قيادة؟

أم إن وجود القيادة شيء فطري في حياتنا، خلقه الله تعالى معنا منذ الولادة؟؟ ولذا الله تعالى بعث الأنبياء واحد بعد آخر لقيادة الإنسانية إليه والى الحياة السعيدة. كما قال تعالى ﴿كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون 151 البقرة.

وقال الإمام علي في نهج البلاغة: ﴿وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ: مِنْ سَقْف فَوْقَهُمْ مَرْفُوع، وَمِهَاد تَحْتَهُمْ مَوْضُوع، وَمَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ، وَآجَال تُفْنِيهمْ، وَأَوْصَاب تهرمهم 52/53 اختيار الأنبياء.

فإذا كانت الحقيقة تقول إن القيادة جزء أساس من حياتنا حتى ولو لم نلحظ وجودها بيننا.. وإن هناك الكثير من القادة يعملون في ظل مؤسسات، كبيرة كانت أو صغيرة.

وهناك قيادة جيدة حولنا كل يوم، في جميع مظاهر حياتنا، في عوائلنا، وفي مدارسنا، وفي مجتمعاتنا، وفي نوادينا الاجتماعية، وفي مؤسساتنا التطوعية، وفي عالم التجارة، وفي الرياضة، وفي الدين، وفي الحكومة، وفي العسكرية.

وبدون القيادة الجيدة فان مؤسساتنا ومجتمعاتنا سوف تنهار. كما قال: ريتشرد ل. دافت في كتابه ”التجربة القيادية“ - الطبعة السابعة 2016.

فإذا كانت القيادة مهمة في حياتنا إلى هذه الدرجة، فما هو تعريف القيادة؟ وهل بالإمكان التدرب عليها وتقمصها؟ وهل تختلف عن الإدارة؟ هذا ما سوف نبحر خلاله لنعرفه بالتفصيل في الحلقات القادمة.