آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:39 م

الدلافين تتعلم ”أسماء“ رفاقها لتشكل مجموعات

عدنان أحمد الحاجي *

الدلافين تتعلم ”أسماء“ رفاقها لتشكل مجموعات - الأولى التي عرفت في مملكة الحيوان بهذا التصرف بعد البشر

بقلم :
فيرجينيا موريل

22 أبريل.، 2021

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم : 117 لسنة 2021

Dolphins learn the ‘names’ of their friends to form teams—a first in animal kingdom

By Virginia Morel

lApr. 22,2021

 

كأعضاء عصابة شوارع، ذكور الدلافين تستدعي رفاقها عندما تريد الإغارة والنهب - أو، في حالتها، لتأخذ إناث الدلافين في حوزتها وهي في حالة هياجها الجنسي[1]  وتدافع عنها. دراسة جديدة كشفت أن الدلافين تقوم بذلك بتعلم ”أسماء“، أو بصمة صفير، أقرب حلفائها من الدلافين الأخرى - أحيانًا تزيد عن اثني عشر دولفينًآ - وتتذكر أيها داوم على التعاون معها في الماضي. تشير النتائج إلى أن الدلافين لديها مفهوم لعضوية الفريق - مفهوم لم يُشاهد سابقًا إلا في البشر - وقد تساعد في الكشف عن كيف تحافظ الدلافين على مثل هذه المجتمعات الدلفينية المعقدة والمتماسكة.

يقول لوك ريندل Luke Rendell، باحث في البيئة السلوكية في جامعة سانت أندروز St. Andrews، والذي لم يشارك في البحث: ”هذه الدراسة دراسة رائدة“. وهذه الأدلة تضيف إلى الفكرة التي تفيد بأن الدلافين طورت أدمغة كبيرة للتعامل بفعالية مع بيئاتها الاجتماعية المعقدة.

عادة ما تتعاون ذكور الدلافين كمجموعات متكونة من اثنين أو ثلاثة دلافين، فيما يسميه الباحثون ”تحالف من الدرجة الأولى“. هذه المجموعات الدليفينة الصغيرة تعمل معًا حتى تجد أنثى لديها اخصاب وتجعلها في حوزتها. يتعاون الذكور أيضًا في تحالفات من الدرجة الثانية تتألف مما يصل إلى 14 دولفينًا؛ هذه الدلافين تدافع ضد المجاميع المتنافسة التي تحاول سرقة الأنثى منها. بعض التحالفات من الدرجة الثانية تنضم معًا في تحالفات كبيرة من الدرجة الثالثة، مما يوفر للذكور في هذه المجموعات فرصًا أفضل لتجد حلفاء بالقرب منها في حالة هجمت عليها دلافين منافسة لها.

غالبًا ما تتبادل الدلافين الشركاء مع حلفائها من الدرجة الأولى، لكنها تحافظ على حلفائها من مجموعات الدرجة الثانية لعقود من الزمن، وفقًا لدراسات سلوكية طويلة الأمد في خليج القرش Shark Bay في غرب أستراليا. تُعتبر هذه المجموعات الوحدة الأساسية لمجتمع الذكور. تشير ستيفاني كينغ، باحثة في علوم الأحياء السلوكية في جامعة بريستول، إلى أن الذكور ”تبقى معًا طوال حياتها“، على الأقل لمدة 40 عامًا. لكن كيف تتبع الذكور كل فرد في مجموعات الدلافين المعقدة هذه؟

جادل الباحثون بأن تصفير الدلافين هو المفتاح. كل دولفين يتعلم بصمة تصفير فريدة من نوعها من أمه[2] ، والتي يحتفظ بها مدة حياته؛ تتعرف الدلافين على بصمة صفير بعضها البعض وتتذكرها[2] ، على غرار الطريقة التي نتعرف بها على أسماء بعضنا بعضًا.

فيديو

https://www.sciencemag.org/sites/default/files/042221-dolphin-communication-vid-secondary.mp4

لدراسة كيف تستخدم الدلافين الذكور صفيرها، لجأت كينغ وزملاؤها إلى مجموعة من الدلافين قنينية / قارورية الخطم bottlenose dolphins الهندوباسفيكية «في منطقة المحيط الهادي الهندي،[3] » «Tursiops aduncus» التي تعيش بشكل ملحوظ في المياه الصافية لخليج القرش Shark Bay. قام الفريق منذ عام 2016 بتتبع الدلافين باستخدام مجموعة من الميكروفونات تستعمل تحت الماء، مما مكنهم من تحديد أي دلفين يصدر صفير.

من 2018 إلى 2019، وضع الباحثون مكبر صوت تحت الماء وأطلقوا صفير ذكور دلافين لذكور أخرى ضمن تحالفاتها المختلفة. تراوحت أعمار هذه الذكور من 28 إلى 40 عامًا، وكانت ضمن هذه المجموعات طوال حياتها. في غضون ذلك، طير الباحثون طائرة بدون طيار في سماء المنطقة لتصوير ردود فعل الدلافين.

توقع الباحثون أن الذكور التي تسمع صفير شركائها «حلفائها» من الدرجة الأولى في التحالف من شأنها أن تستجيب بقوة كبيرة. لكن عندما استعرضوا مقاطع الفيديو، وجدوا أن أقوى استجابات جاءت من ذكور دلافين في التحالفات من الدرجة الثانية - الدلافين التي لديها تاريخ تعاوني ثابت في محاربة الدلافين المهاجمة معها «كما يظهر في الفيديو أعلاه»، الذي نشروه في مجلة نتشر كوميونيكاشينز Nature Communications «انظر[4] ».

تقول ستيفاني كينغ Stephanie L. King، المؤلفة الرئيسية للدراسة: ”الأمر كان مذهلاً للغاية“. ”في 90٪ من التجارب التي أجريناها، الدلافين التي سمعت صفير أعضاء التحالف من الدرجة الثانية استدارت فورًا وبشكل مباشر نحو مصدر الصفير.“

توفر هذه النتائج دليلاً على أن المفاهيم القائمة على التعاون ليست مقصورة على البشر، بل تحدث أيضًا في مجتمعات الحيوانات الأخرى مع تعاون واسع النطاق بين غير الأقارب.

وتقول كينغ إن النتائج تشير إلى أن الدلافين - كالبشر - لديها ”مفهوم اجتماعي لعضوية الفريق، بناءً على مدى التعاون السابق للفرد، وليس بناءً على مدى قرب صداقتهم“.

هذه ”الورقة[4]  تزودنا بالحلقة المفقودة“ بين بصمة صفير ذكور الدلافين وتحالفاتها التعاونية، كما يقول فانتس جنسن Frants Jensen، باحث في البيئة السلوكية في معهد وودز هول Woods Hole لعلوم المحيطات والذي لم يشارك في الدراسة. جنسن وآخرون يتوقع أن مقاربة الباحثين عالية التقنية هذه ستساعد الباحثين على اكتشاف ألغاز أخرى تتعلق بالتواصل بين الحيتان