آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 3:46 م

النظريات المطورة للقيادة

حسين نوح المشامع

قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا آل عمران103 ومن كتاب لعلي بن أبي طالب إلى الأشعث بن قيس عامله على أذربيجان: «وَإِنَّ عَمَلَكَ لَيْسَ لَكَ بِطُعْمَةٍ، وَلكِنَّهُ فِي عُنُقِكَ أَمَانةٌ، وَأَنْتَ مُسْتَرْعًى لِمَنْ فَوْقَكَ. لَيْسَ لَكَ أَنْ تَفتَاتَ فِي رَعِيَّةٍ، وَلاَ تُخَاطِرَ إِلاَّ بِوَثِيقَةٍ، وَفي يَدَيْكَ مَالٌ مِنْ مَالِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَأَنْتَ مِنْ خُزَّانِهِ حَتَّى تُسَلِّمَهُ إِلَيَّ، وَلَعَلِّي أَلاَّ أَكُونَ شَرَّ وُلاَتِكَ لَكَ، وَالسَّلاَمُ».

لا زلنا في الجزء الأول «Introduction to Leadership» ”التعريف بالقيادة“ من كتاب Leadership Experience» «The ”التجربة القيادية“، واليوم نستعرض بعض النظريات التي تناولت القيادة بالشرح والتفصيل ونبدأ مع:

ما هو المهم لفهم القيادة؟ ص17

من المهم لفهم القيادة كما ينظر إليها ويتوقع لها اليوم، الالتفات إلى إن مفهومها قد تغير بمرور الوقت، وإنها عادة تعكس المجتمع الأكبر. وإن النظريات قد تطورت كمعيار وسلوك وفهم للعالم الأكبر المتغير.

إلى كم أسلوب قسمت نظريات القيادة؟: ص18

إن نظريات القيادة المختلفة من الممكن تقسيمها إلى ستة أساليب أساسية، والكثير منها لا يزال بالإمكان تطبيقه على الدراسات اليوم.

ما هي نظرية الرجل العظيم؟

هذا هو مفهوم الأجداد عن القيادة، والدراسات المبكرة تبنت الاعتقاد الذي يقول إن القائد كان دائماً رجل ولد بصفات قيادية بطولية، وقدرات طبيعية من القوة والتأثير. وفي المنظمات والحركات الاجتماعية والدينية منها والحكومية والعسكرية كان ينظر إلي القائد بشكل عام كشخص مفرد ”ورجل عظيم“ يضع كل الأشياء مع بعضها، ويؤثر في الآخرين ليتبعوه بناء على مميزات من القوة، ومواصفات وقدرات موروثة.

ما هي نظرية المواصفات؟

إن دراسة هؤلاء القادة دفع إلى البحث في مختلف المواصفات التي تصفهم. وفي بداية 1920م نظر الباحثون في إمكانية رؤية موصفات ومقومات معينة، مثل الذكاء والطاقة تميزهم عن غيرهم ساهمت في نجاحهم. ولقد كان يفكر إذا بالإمكان تحديد المواصفات التي بالإمكان التنبؤ بها فيهم، أو بالإمكان تدريبهم عليها. ومع إن البحث قد أخفق في إنتاج قائمة لمواصفات النجاح الدائم، إلا إن الاهتمام استمر إلى الوقت الحاضر.

ما هي نظرية السلوك؟

إن الإخفاق في تحديد المواصفات العالمية للقيادة قاد الباحثين في بداية 1950م إلى النظر فيما يفعله القائد، وليس منهو. وإن خط واحد من البحث ركز على حقيقة ما يقوم به القادة على رأس العمل، من نشاطات مختلفة في الإدارة، وأدوارهم ومهامهم فيها. وبعدها توسعت هذه الدراسات في محاولة لتحديد ما الذي يميز القادة المؤثرين في سلوكهم عن غيرهم. ونظر الباحثون في كيفية سلوك القادة تجاه تابعيهم، وكيف تساهم مع تأثير القيادة أو عدم تأثيرها.

ما هي نظرية الاحتمالات؟

بعدها بدأ الباحثون في استعراض قرائن ومواقف المتغيرات التي تؤثر في سلوك القيادة الفاعلة. والفكرة خلف نظرية الاحتمالات أن القادة يمكن تقييم حالاتهم وحياكة سلوكياتهم لتطوير فعالية قيادتهم. وأعظم المتغيرات الموضوعية هي مميزات التابعين ومهماتهم، وبيئة العمل، والبيئة الخارجية. ونظرية الاحتمالات تدعى في وقت ما نظرية الحالات، وتركز على أن القيادة لا يمكن فهمها في الفراغ، بعيداً عن مكونات الفريق المختلفة أو وضع المؤسسة.

ما هي نظرية التأثير؟

هذه النظرية تختبر إجراءات التأثير بين القادة والتابعون. وأحد العناوين المهمة في الدراسة هي القيادة الملهمة، والتي تشير إلى أساس تأثير القيادة، وعلى المواصفات والالهام الشخصي للقائد، وليس على المنصب أو الصلاحيات الرسمية. وإن القادة يؤثرون في الناس ليتغيروا، بواسطة تقديم رؤية مثيرة للمستقبل، وتشكيل العادات والتقاليد للوصول إليها.

ما هي نظرية العلاقات؟

منذ أواخر 1970م الكثير من الأفكار حول القيادة كانت تركز على حيثية العلاقة، وكيف هو تفاعل القادة والتابعون مع بعضهم، بدل من النظر إليها كشيء يفعله القائد في تابعيه. وإن القيادة ينظر إليها كعلاقة إجرائية ذات معنى يشترك فيها جميع المهتمين، وتمكن كل الاشخاص حتى الوصول إلى الرؤية المنشودة. والعلاقات الشخصية الداخلية ينظر إليها كأثر للمظاهر الخارجية وأهمية لتأثير القيادة.

ريتشرد ل. دافت ”التجربة القيادية“ الطبعة السابعة 2016