آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 3:46 م

دار الأيتام: استثمار مستقبلي

المهندس أمير الصالح *

يتدافع الناس حول العالم للاكتتاب في أسهم أي من الشركات الناجحة أو الموعودة بالنجاح لوثوقهم بمجلس إدارة الشركة وتفاؤلهم بالنتائج الناجحة المتوقعة وتطلعهم بجني الأرباح المجزية. وهذا تصرف عقلاني حكيم، في المقابل يتشاؤم البعض من كل حركة اقتصادية ناجعة حتى في أجمل الظروف والمعطيات.

في ظل التطورات العالمية لفترة ما بعد جائحة كورونا وإعادته لترتيب بعض الدول اقتصاديا، وانبثاق العملات الرقمية crypto currencies مثل بتكوين وأخواتها اثارت الكثير من الجدل وفرضت النقاش على معظم المحافل الإقتصادية والمالية والإعلامية في أرجاء العالم.

وأحدثت العملات الرقمية الجديدة انشطار شبه عامودي واضح بين المستثمرين. فجعلتهم صنفين: مستثمر تقليدي ومستثمر تقني جريئ. أصحاب المدرسة القديمة مازالوا يصوتون للإستثمار في معادن نفيسة كالذهب والفضة والعقار بجميع أنواعه مع حُسن الاختيار.

بينما أتباع المدرسة الجديدة يسوقون للاستثمار في chain block والتنجيم الرقمي والعملات الرقمية crypto currencies.

المضحك المبكي أن اصحاب النظرة التشاؤمية الدائمة على إمتداد قرون والمحدقين بإرسال أخبار مؤشر ضحايا وباء كورونا حول العالم وصور المتوفين وأخبار من نمط ”ما دريته“، لم يطرحوا لنا أي مشروع إنساني لتقليل ألم البشرية ولا أي مشروع يرفع مستوى الابتهاج والسعادة بين أبناء ضحايا الراحلين.

وإنما البعض استوطنت نفسه الاستكانة وإفساد المزاج وتهبيط الهمم واستدرار عواطف الآخرين.

شخصيا، أضع نصب عيني حكمة تنص على الدعوة إلى: ”دع ما يريبك إلى ما لا يريبك“. وافعلها في الإستثمار وصنع القرارات وصنع العلاقات وإستجابة الدعوات وبناء إعمال الآخرة. هذه الحكمة هي تراكم خبرة وقول الكثير من عقلاء البشر عبر التاريخ الإنساني وإلى الأمس القريب كانت تلكم الحكمة هي النبراس في معالجة حالة عدم اليقين أو تشوش الصورة او التحرز في إبداء الرأي والمشورة في أمر غير معلوم المتغيرات والعواقب بشكل كبير جدا.

عالم العملات الرقمية لم يجعلني مقتنع به وان زانت المكاسب الجنونية فيه. فأنا من جيل اكتوى بظاهرة world.com وblue chips في عام 1999 م، ولذا اؤمن بالاستثمار وإن قلت مكاسبه ولا اؤمن بأشباه القمار وان زانت ارقامه.

ولدي قناعة شخصية ان من لديه فائض مالي زائد عن قوته وقوت عياله وتغطية صيانة منزله وسيارته والإيفاء بمتطلبات تعليم أبناءه ومصاريف علاجهم، فليستثمر جزء من ذلك المال فيما يراه مقيم لحياته ومعين له على تقلب الزمان كاستثمار طويل الاجل من جهة ومن جهة اخرى ينفق جزء منه ليبني له بيت أو جزء من بيت في الجنة.. ويقدم ذلك الجزء من المال عربون لعتق نفسه في يوم آخرته.

ولعل من أفضل تلكم المشاريع التي تراود نفسي، وان كنت لا أملك المال لذلك، بعد الإطلاع على عدة تقارير عن عدد الثكلى والأيتام جراء الجائحة هو بناء بيت للأيتام وبالمشاركة مع المساهمين والمتبرعين من اهل الاحسان ومني بالجهد والوقت..

واطمح بعد توفيق الله العزيز القدير لإنشاء أكثر من دار للأيتام على أرض وطننا وأي مكان آخر بناء على تفاعل المحسنين من كل مدينة..

وختاما، أنصح نفسي ومن يود الإستماع إنه عند سماع قصص الآلام الجاثمة على صدور الاخرين أخذ زمام المبادرة في الدعوة أو المساهمة في تبني مشاريع أعمال مؤازرة وإحسان تخفف الآلام الضحايا.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أبو سيف الغانم
[ القطيف ]: 7 / 5 / 2021م - 2:49 م
احسنت اخي الكريم.. دعوه جميلة لمبادرة خيريه ...