آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

حديث الروح «1» ‎

ياسين آل خليل

حديثنا الداخلي مع أنفسنا هو جزءٌ مهم من كينونتنا البشرية، لأنه يمدنا بالقدرة على التفكير والتَفَكُر في العديد من المواقف التي نواجهها وتؤثر على أمزجتنا وثقتنا، وبالتالي قراراتنا واحترامنا لأنفسنا. ولأن حديثنا مع أنفسنا يطول ويمتد إلى أوقات استرخَائنا، ولا ينتهي بذهَابنا إلى فراشنا لأخذ قسط من الراحة بعيدًا عن صخب الحياة، بات علينا أن نعطي هذا الحديث شيئًا من الاهمية والحضور الذهني.

«تَحَدّى نَفسَك هذا اليوم بمراقبة أفكارك وحوارك الداخلي ومعرفة ما إذا كنت تتحدث بشكل سيئ مع نفسك. جميعنا لدينا لحظات من الاستنكار من ذواتنا، وغالبًا ما نكون شديدين جدًا عليها. اليوم ابْدأ بالاهتمام بذاتك وادعمها. راقب هذا الصوت الصغير في رأسك وقل شيئًا إيجابيًا لنفسك بدلًا من ذلك». أيلين سيلر مؤلفة أميركية ودليل شخصي لتطوير الوعي. من مؤلفاتها كتاب ”أنت متعدد الأبعاد“ Multi-Dimensional You.

أما رجل الأعمال الأمريكي روبرت كيوساكي، المؤلف والمؤسس لشركة Rich Dad Company يقول «ما تقوله من فمك ليس هو الذي يحدد حياتك. ما تهمس به لنفسك هو الذي يتمتع بأكبر قدر من القوة»

في هذه المقالة أيضًا يسرني أن أقتبس لك عزيزي القارئ مقطعين مُهمّيْن من مقالة حملت عنوان ”الحديث الداخلي والتفكير الإيجابي“ والتي نشرتها صحيفة جهينة الإخبارية في العام 2015. المقطع الأول وأقتبس.. «ولأننا نعيش في زمن يغلب عليه طابع الإجهاد النفسي لكثرة المشاغل ومتطلبات الحياة، ومرارة البيئة السلبية المحيطة بنا، من إرهاب وحروب وأوضاع إقتصادية متردية، بات الكثير من الناس في شغل شاغل بهذه الأشياء حتى تكاد ترافقهم إلى مضاجعهم وإن عَلمُوا مسبقًا بأنها لا تعيد عليهم بالنفع من قريب أو بعيد. للأسف الكثير استسلموا لكل تلك الوساوس الشيطانية، إن صح لي تسميتها، فاعتمرت دواخلهم بالأفكار السلبية والغير صحية.»

المقطع الآخر وأقتبس.. «لذلك أمست الناس أمام تحد كبير مع ذواتهم وفي كيفية إنشاء وتأسيس بيئة صحية خالية من الناس النكديين، الذين يمتهنون السلبية في كل زوايا حياتهم اليومية ويبحثون عن كل ما يعكر صفو الحياة من أخبار وأحداث يَجترونها ويزيدوا عليها من خبراتهم في هذا المجال حتى يُخرجوها بشكلها الكارثي المحَطّم والمدمر للأنفس والبعيد كل البعد عن الإيجابية والواقعية.» وإن أحببت قراءة المقالة كاملة تفضل بزيارة هذا الرابط مشكورًا: https://jhna.co/26405

ما يشهده عالمنا اليوم من تردٍ في الرضا الذاتي عن الحياة، وتدهور في حيوية الإنسان وصحته ورفاهيته، ما هو إلا نتيجة حتمية لممارسته أحاديث داخلية سلبية. الأبحاث العلمية في مُجملها تشير إلى أن الأفراد الذين يمارسون حديثا إيجابيًا مع أنفسهم عادةً ما تكون لديهم القدرة على حل مشاكلهم الحياتية بشكلٍ منطقي، علاوة على تمكنهم من التفكير بشكل مختلف تمامًا عن قرنائهم السلبيين الغير متفائلين، والذين يتوقعون الأسوأ في كل شيء وتقوم قيامتهم لأتفه الأسباب.

اختتم مقالي ببعض الكلمات للأستاذ الجامعي الأمريكي براين روبنسون أصدر العديد من الكتب والمؤلفات. «في وقت من الأوقات كان الأشخاص الذين يتحدثون مع أنفسهم يعدون مجانين. أما الآن فقد توصل الخبراء الى معرفة أن الحديث مع النفس هو واحدا من أكثر أدوات العلاج المتاحة فعالية. كما أظهر العلم الحديث مرارًا وتكرارا، أن استخدام الحديث مع النفس يحدث فارقًا كبيرًا في تعزيز صحة الفرد العقلية والذهنية.»