آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 11:32 ص

إرث أخت آدم

حسين نوح المشامع

من بعض المواقف المحزنة والمبكية، تلك التي تجعل أنفسنا تنزف بصمت، لاضطرارنا للوقوف أمام أهلنا وأقاربنا ومواجهتهم بعنف، خاصة عندما تكون تلك المواقف له علاقة بالمال، ولا نتمكن عندها من إيجاد حلاً يريح الجميع.

هذا ما حصل لأبناء آدم بعد انتقال أبيهم إلى جوار ربه، بسنوات طويلة.

كل ما يعرفه أبناء آدم، أن أبيهم وفي بداية حياته كان يعيش مع زوجاته وأبنائه ووالديه في بيتهم.

ولقد كانت لآدم أخت شقيقة تعيش مع زوجها وأطفالها في بيت آخر ليس بالبعيد من بيت أخيها.

ولا يعلم أبناء آدم إذا ما كان أرض ذلك البيت الذي سكنه أبيهم مع عائلته، والبناء القائم عليها هو من ماله هو وحده، أو من مال أبيه وحده، أو من كلاهما.

ولقد قام آدم بإيجار ذلك البيت بعد وفاة والده لوزارة المعارف كمدرسة للبنات.

وخلال وجود أم آدم على قيد الحياة باع آدم ذلك البيت إلى أحد سكان الحي، بعد استغناء الوزارة عنه. وانتقل مع عائلته ليسكن في بيت جديد بعيد عن ذلك البيت وحيه.

وبعد مرور سنوات طويلة من تلك الحادثة، ووفاة كل من كانت له علاقة مباشرة بذلك البيت، وبعد انتقال ملكيته إلى شخص آخر خارج العائلة، استفاق أبناء العمة من سباتهم ليطالبوا بإرث أمهم من أبيها.

وكانوا كلما التقوا بأبناء خالهم، في أفراح أو أتراح، ذكروهم به ولو على سبيل الفكاهة والمداعبة!!

فينبري أبناء الخال ليسألوهم عن الدليل القانوني أو الشرعي لدعواهم؟؟

فيردوا: ليس لنا دليلاً قانونياً ولا شرعياً، غير كلام أمنا الشفهي.

فيسألونهم: لماذا سكتم كل هذه الفترة؟

فيجيبوا: سكتنا هيبة من خالنا وخوفاً، ولسكوت أمنا.

فيسألونهم: ولماذا سكتت أمكم عن حقها خلال حياة أخيها؟؟

فيجيبوا: لقد سكتت، كما تقول، لأنها لا تريد إيقاع العداوة والبغضاء بينها وبين أخيها بسبب المادة!!

فيسكت الجميع عن الحديث ويتفرقوا، دون الوصول إلى حل يريحهم.

ويسكت من تزوج من أحد بنات خاله، وكأن الأمر لا يعنيه، أو للمحافظة على ما يصله من خلال زوجته.

ويصمت الآخرون وهم يعضون أصابع الندم والحسرة.