آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 1:42 ص

بشائر خير

محمد أحمد التاروتي *

إنجازات علمية تزيد من الامال بالقضاء على وباء كورونا، وبدء العودة للحياة الطبيعية على كوكب الأرض مجددا، فقد تحدثت الاخبار عن اكتشاف فريق بحثي من جامعة Griffith الأسترالية، طريقة علاج متطوّرة ضد مرض كورونا المستجد «كوفيد -19»، حيث أثبتت التجارب فاعليتها بنسبة 99,9%، الامر الذي يضيء شمعة وصل نفق مظلم تعيشه البشرية، منذ واخر 2019 وذلك في اعقاب اكتشاف الفيروس الصين.

تأتي هذه الاخبار المبشرة لتصب ماء باردا على وجه البشرية، التي ما تزال تئن من وطأة الفيروس، الذي فتك بمئات الالاف طوال الأشهر الماضية، فضلا عن إصابة نحو 160 مليون شخص بالوباء، وبالتالي فان البشرية تبحث عن بصيص امل للانتهاء من الكابوس الجاثم، على صدر البشرية لاكثر من عام ونصف، لاسيما وان الفيروس يمتلك القدرة على الانتقال بين الدول بسهولة للغاية، الامر الذي فرض إجراءات مشددة، مما تسبب في تعطيل الحياة العامة، وشل الحركة الاقتصادية عالميا، بحيث ساهم في فقدان مئات الالاف لمصادر الرزق، جراء افلاس الكثير من الشركات، بحيث لم يقتصر الامر على الشركات الصغيرة، ولكنه شمل الكيانات الاقتصادية العملاقة.

استمرار مراكز البحث العلمي، والجامعات العالمية، في البحث عن وسائل للتعامل مع الفيروس القاتل، يشكل عنصرا أساسيا في بعث الامل في النفوس، خصوصا وان الوباء ادخل الحزن في البيوت بمختلف انحاء العالم، الامر الذي يتمثل في قوافل النعوش، التي تجد طريقها الى المقابر طوال الأشهر الماضية، وبالتالي فان تحرك العلماء باتجاه البحث عن طرق للتخلص من فيروس كورونا، يصب في خانة انقاذ البشرية، من اكثر الأوبئة فتكا في العصر الحديث، لاسيما وان الجميع يعول كثيرا على التطور العلمي الهائل، الذي حققته البشرية خلال القرون الثلاثة المنصرمة.

وجود اخبار سارة للتعامل مع وباء كورونا، ليس مدعاة للتراخي وعدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية، خصوصا وان التدابير الوقائية تمثل ”طوق النجاة“، لتفادي الوقوع في شباك هذا الفيروس ”الخفي“، فالمرحلة الحالية تفرض اتخاذ جانب الحيطة والحذر، وعدم الانسياق وراء بعض المعلومات المغلوطة او الخاطئة، التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما وان التهاون يجلب معه الكثير من المعاناة، ويتسبب في ادخال الحزن بالمنازل، فالفيروس يجد البيئة المثالية للانتقال، في الاجسام لدى الفئات الأقل تهاونا، مما يتسبب في حدوث الكثير من المشاكل الصحية، بمعنى اخر، فان الإنجازات العلمية المتعلقة بمعالجة فيروس كورونا، ما تزال في المراحل الأولية، ولم تصل الى الصفة ”القطعية“، بحيث يتم اعتمادها بشكل رسمي لدى الجهات الصحية، مما يفرض وضع احتمال استمرارية الوفاء لسنوات قادمة.

منظمة الصحة العالمية أعطت إشارات ”سلبية“، بخصوص عودة الحياة لطبيعتها مجددا، حيث استبعدت رفع الإجراءات الاحترازية المتخذة، لمواجهة وباء كورونا في غضون الأشهر القادمة، نظرا لاستمرارية اكتشاف بعض النوعيات المتحورة، ومنها اكتشاف فيروس متحور جديد في فيتنام، بالإضافة لذلك فان عملية العودة للحياة الطبيعية، يتطلب تطعيم نحو 70% من سكان كوكب الأرض، الامر الذي يتطلب فترة طويلة جراء محدودية اللقاحات المعتمدة، وكذلك عدم قدرة الشركات على انتاج كميات كبيرة، فضلا عن افتقار الدول الفقيرة للموارد المالية اللازمة، لشراء اللقاحات لشعوبها، مما يجعلها أسيرة المنح من الدول الغنية من جانب، وانتظار دورها ضمن برنامج منظمة الصحة العالمية، للحصول على اللقاحات من جانب اخر.

بالرغم من النظرة السوادوية، التي تخيم على البشرية في المرحلة الراهنة، جراء استمرار تفشي الوباء في العديد من نقاط العالم، فان الإنجازات العلمية التي تقودها الجامعات، ومراكز البحث العلمي، تعطي البشرية بارقة امل للخروج من المحنة القائمة حاليا، خصوصا وان التجارب اثبتت ان العلم قادر على قهر الامراض، عبر مواصلة العمل في اكتشاف الامصال، القادرة على القضاء على تلك الأوبئة على اختلافها.

كاتب صحفي