آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 6:17 م

هذه نصيحتي لأبنائي في يوم الوالدين العالميّ

عندك جدّ أو جدّة؟ أب أو أمّ؟

من سعادة أكثر أبناء هذا الجيل أن أجدادهم وجدّاتهم لا يزالون أحياءَ يرزقون، فطوبى لهم. هذا اليوم هو الأوّل من حزيران وقد اعتبرته الأمم المتحدة اليوم العالمي للوالدين ”تقديرًا لجميعِ الآباء في جميعِ أنحاء العالم لالتزامهم الأنانيّ تجاه الأطفال وتضحياتهم مدى الحياة من أجل رعاية هذه العلاقة“.

أنتم - الشباب - سوف تكبرون وسوف يكبر أبنائكم، وعليكم أن تزرعوا في عقولهم وقلوبهم أن الجَدَّ - أو الجَدَّة - ليس فقط كبيرًا في السنّ، إنما كبيرًا في القدرِ والمقام. فإن لم تفعلوا، فهم سوف يعيدون لكم ما زرعتم ولا يرونكم كبارًا في المقام. أعتقد أن عقوقَ الوالدين لا يقتضي جلد أجسادهم بالسياط أو تقريعَهم بالكلام، بل يكفي حرمانهم من الحديث الودّي والعاطفة الإيجابيّة. فلنسأل: كم من أولادنا اليوم عندما يرى والده، يطارحه الودّ ويسأله: كيف كان يومك أو أمسك يا والدي؟ أو فقط يسأل: ما آخر أخبارك؟

كان كبار السنّ من الآباءِ والأجداد عندما يقبّل الصبيّ أو الصبيّة رأسهم يدعون له: ”تقبّل الكعبة يا ولدي“. وفعلًا، إذا ما كانت الكعبة المشرّفة في مكّة قبلة المسلمين في العالم، فالأب والأم هما قبلتَا الأبناء في كلِّ مكان. فجدير بهذين الكبيرين أن ينالا حصَّتهما المستحقَّة من التقديرِ والتَّبجيل.

لا يحتاج أطفالكم الكلام، بل يكفي أنهم يرون أفعالكم ومن ثم يقلِّدوها. فإذا لم يلحظوا الودّ والاحترام منكم لوالديكم، تأكدوا أنكم لن تنالوه منهم. سوف تجلسون حيث يجلس آباؤكم اليوم، وهم يفعلون تمامًا كما كنتم تفعلون، صمتًا بصمت، أو كلمة بكلمة! لا يجب أن يتفاجأ الكثير من الشبَّان حين يكبرون ويكتشفون أنّ مشاعرَ أولادهم خالية من الحبّ سوى ذاك الحبّ الصَّامت المنزوع منه الرّقة والود، الحبّ الواجب لا غير! وعندما يسألونَ أنفسهم: ربّاه، كيف حصل هذا ونحن غذّيناهم وربّيناهم وعلّمناهم؟ لماذا هم صامتون لا يبادلوننا الودّ؟ الجواب هو: كذلك كنتم لآباؤكم وأمّهاتكم، وهاهم يردّونها لكم كيلًا بكيل وصاعًا بصاع!

المثل الشعبيّ يقول: من ليس عنده كبير يشتري له كبير، فكيف بمن عنده كبير، هل يبيعه دون ثمن؟!

مستشار أعلى هندسة بترول