آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

هل نجمع ملايين لتزويج عزّاب، وبناء مساكن وتدريس طلّاب؟

ما يبعث على اليقين في أنَّنا مجتمعٌ وشعبٌ يحبّ الحياة، أنّ أغلبنا يساهم ويتبرَّع دون منّ أو إلزام إلا رجاءَ ثواب الله والإحسان إلى النَّاس في إحياءِ النّفوس التي افتديت من القصاص بديات وغيرها من أعمال البرّ.

هناك أيضًا حياة أخرى - بل حيوات - ويمكننا بسهولة أن نزيدها حياةً ونعطيها زخمًا وقوَّة. هذه الحياة تأتي في صورٍ عدَّة، إليك أنماطًا منها: شابٌ جادّ وعامل، فقط ينقصه بضعة آلاف ليتأهّل ويتزوّج ويعفّ عن المعاصي. شابّ أنهى دراسته الثَّانوية ولم يحظَ بالتخصّص الجامعيّ الذي يرغب فيه - وهو فعلًا محقّ - ويحتاج بضع مئات آلاف ليتخرّج ويعمل. عائلة مكافحة تبني بيتًا صغيرًا يؤيها على وشكِ الانتهاء إلا من مبلغٍ بسيط لتكتمل فرحتها في سكناها الجديد. زوجان بينهما مشاكل تحتاج مبالغَ ماليَّة بسيطة وتضعهمَا على سكّة الحياةِ من جديد.

هذه فقط عيِّنات من حالاتٍ يمكن للمجتمع أن ينفع فيها. ثم هؤلاء الأشخاص - كلٌّ بقَدَرِه - يعيد للصّندوق ما أخذَ منه وما تجود يداه به من زيادة فهو خير وبركة. وكأنّ هذا الصّندوق في نهاية الأمر رقعة شطرنج من مشاريع لا تنتهي ولا المبالغ الَّتي في الصّندوق تنفد.

أنا متأكِّد أن هذه فكرة أقرب للخيالِ منها للواقع، لكن لم لا؟ فقط تحتاج من يعلّق الجرس من جمعيّة أو مؤسّسة - إن كان مسموحًا به ودون مخالفةِ القوانين - مجتمعنا حيّ وسخيّ، وفيه حالاتٌ جادّة غير عبثيَّة تستحقّ العونَ المؤقّت والسَّريع.

خلاصة الفكرة: أنّ إحياء النّفوس يأتي في موارد أكثر من القصاص. في التَّعليم إحياء، وفي التَّطبيب إحياء، وفي المسكن إحياء، وفي إصلاحِ ذاتِ البين إحياء، والقائمة لا تنتهي من المشاكلِ الجميلة التي هي في متناولِ يد المجتمع ”إذا اجتمع“، فإذا حلَّت هذه المشاكل ارتاحَ أهلها منها وارتاحَ المجتمع من تبعاتها، فهل يمكن علاج بعضها؟

مستشار أعلى هندسة بترول