آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

هل تعمَّم حضانة الأطفال في جميع بيئات عمل النِّساء؟ سلسلة خواطر في أوانها

المهندس هلال حسن الوحيد *

من يزور المجمَّعات التجاريَّة بمختلف أنشطتها وأحجامها، وكذلك المستشفيات وغيرها من الأماكن، يرى النِّساء حاضرات في هذه البيئات بكثافةٍ ملحوظة، ولا شكّ أن قسمًا منهنّ لديهنّ أطفال في عمرِ الرِّعاية الأوليَّة، وأعرف أنه استنتاجٌ صحيح لأن الثلاث من بناتي العاملات لديهنّ أطفال في هذا العمر. لهذا السَّبب وغيره من الأسباب أليس من الأجدى إيجاد أماكن معدَّة لحضانة أبناء وبنات العاملات في مقرّ العمل، رغبة في زيادة وكفاءة انتاج المرأة، وصحَّتها وطفلها نفسيًّا وجسديًّا، وتخفيف العبء المادِّي الثقيل الذي تتحمله الأسرة التي تودع أطفالها في دور الحضانة؟

وإن لم يكن من حضانة نموذجية - فيها عاملات مختصَّات - يمكن لهذه المراكز الصَّغيرة نسبيًّا أن تكون مقرًّا للأطفال وعاملات المنازل وبعض الأغراض الترفيهية، بحيث تستطيع الأمَّهات الإطمئنان على أبناءهن وإرضاعهن متى أردن. وإذا كان من كلفة على بعض مراكز العمل فيمكن اقتطاع مبلغ رمزيّ من مستحقَّت الموظفة. وهي في كلِّ الأحوال كلفة اقتصاديَّة مستحقَّة وفي مكانها، فهل هناك استثمار أفضل من الاستثمار في الإنسان؟

بصراحة، أغلب القوَّة العاملة من النِّساء في سنّ الإنجاب، وهنّ بين نيران ترك الصِّغار في المنزل أو الحضانة البعيدة والتفكير فيهم وعدم القدرة على ممارسةِ الإرضاع الطبيعيّ والتَّواصل النفسيّ والجسديّ وكلفة الحضانة وبين الحاجة والرَّغبة في العمل، وأظن أن الأمر يستحق النظر فيه لكل منشأةٍ تستطيع، ولا أظنه يزيد في الكلفة التشغيليَّة ما يستحق التردد في إنشائه فكم تكلف حجرة صغيرة وبعض الأدوات؟ ولعل بعض الاماكن فيها هذه الخدمة، فتعمَّم التجربة!

ثمَّ عدم وجود هذه الخدمة، بصورةٍ عامَّة، يحرم الكثير من النِّساء ممن لديهن شهادات وخبرات وقدرات على العمل خوفًا من العواقب النفسيَّة والعاطفيَّة، وأحيانا الماليَّة من الانضمام لسوقِ العمل وهي خسارةٌ مجتمعيَّة أخرى تستحق التوقف عندها!

مستشار أعلى هندسة بترول