آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

وداعًا باقر الشماسي

عبد الباري الدخيل *

وداعًا باقر الشماسي

كان يدخل مجلس سماحة الشيخ حسن الصفار ليلتي الجمعة والسبت بكل هدوء وتواضع، ويجلس بسكينة ووقار، ويطلب المداخلة بأدب، ويتحدث ناقدًا أو مداخلا بعلم واطلاع، وقد رأيته يتحدث بكل أريحية، ويضحك من كل قبله مع الصديق الأستاذ عيسى العيد، فسألته من هذا؟ قال: هذا أبو سلام، باقر الشماسي.

ثم تعرفت عليه عن قرب، وكنا نتبادل أطراف الحديث كلما سنحت الفرصة، وأستمع لمداخلاته في اللقاءات التي تعقد في مجلس الشيخ الصفار، وتمتاز بالهدوء والنقد الاجتماعي الهادف، والصراحة المؤدبة.

صدر له كتاب «همسات الليل»، و«من مسرح الحياة»، و«مدونات شموع ودموع»، الذي ذكر فيه: «هذه حزمة مكونات وخلجات وذكريات موجعة قد ناءت بثقلها الذاكرة ومن اجل الا تتآكل أو تنسى تحت تراكمات الزمن واخاديده دونت كل ما اختزلته واختزنته الذاكرة وهي مختلفة المنحى والمناسبات والزمان والمكان جمعتها في سلة واحدة وكلها بالطبع وليدة قراءات لمخاضات ثقافية ومعطيات اجتماعية أُقدمها للقراء احسب انني قد أفي من خلالها بجزء بسيط جدا بواجب المساهمة في تسليط بعض الضوء على تلك الحقب التاريخية المهمة التي مرت على المنطقة الشرقية عامة وعلى منطقة القطيف خاصة وتبعاتها من ارهاصات وتحديات وتمييزات طائفية مريرة وقاسية».

وداعًا باقر الشماسي

وقيمة الكتاب كونه يقدم للجيل الجديد شيئاً من تجربته النضالية، ويوثق بعض أحداث الحراك السياسي في المنطقة.

لأن هذا الحراك السياسي في المنطقة يفتقد التوثيق والرصد التاريخي، بسبب ما يكتنفه من الملابسات والحساسيات. ويتحمل الرواد والناشطون السياسيون مسؤولية كبرى في تسجيل تجارب عملهم النضالي، وتوثيق حراكهم السياسي، لتستفيد منه الأجيال الصاعدة.

كما قدم سماحة الشيخ الصفار للكتاب، بقوله: الأستاذ باقر الشماسي من الناشطين السياسيين الأوائل الذين تحملوا عناء السجون، وواجهوا مختلفالضغوط والصعوبات، بسبب تعبيرهم عن آرائهم السياسية، ونشاطهم في الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان.

ويضيف: يمتاز الأخ أبو سلام بتواضعه الجم، وحرصه على التواصل مع مختلف فئات المجتمع، وتفاعله الإيجابي في مناقشة القضايا الوطنية في مختلف اللقاءات والمنتديات التي يحضرها.

ويتابع: طالما أصغيت إلى مداخلاته وحديثه حين يسعدنا بحضوره في مجلسنا الليلي في بعض الأمسيات، فيعجبني منه اهتمامه بحديث الآخرين، وتقديره لآراء الشباب، وصراحته في إبداء رأيه بثقة وهدوء.

ها هو اليوم يترجل بعد عمر حافل بالعطاء الثقافي والأدبي، والعمل الاجتماعي، رحمك الله يا أبا سلام وغفر لك وجزاك عن مجتمعك ووطنك خير الجزاء.

وداعًا باقر الشماسي