آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

لماذا يجازف الرجال أكثر من النساء

عدنان أحمد الحاجي *

1 يوليو 2021

الجامعة الوطنية للبحوث المدرسة العليا للاقتصاد

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم : 199 لسنة 2021

Why Men Take More Risks Than Women

1 July 2021

National Research University Higher School of Economics

باحثون من جامعة الوطنية للبحوث المدرسة العليا للاقتصاد HSE ومعهد ماكس بلانك Max Planck للإدراك البشري وعلوم الدماغ اكتشفوا كيف يرتبط الإيقاع الذي تولده موجة ثيتا «انظر[1]  في الدماغ بالاختلافات الجندرية «بين الأنثى والذكر» في وجهات النظر تجاه المجازفات «المخاطرات، [2] . في ورقة بحثية نُشرت في مجلة آفاق في العلوم العصبية Frontiers in Neuroscience «انظر[3] ، تناول الباحثون العمليات التي يمكن تفسيرها من خلال معرفة هذا الارتباط «بين ايقاع موجة ثيتا والاختلافات الجندرية».

بإرسال الإشارات، تولد الخلايا العصبية في الدماغ مجالات كهرومغناطيسية. وفرة الخلايا العصبية يجعل هذه الحقول قوية بمستوىً كافٍ لتُسجََّل من على سطح الرأس «بدون زرع أقطاب» باستخدام تقنيات تخطيط مغناطيسية وكهربائية الدماغ[4] . التسجيل الناتج لنشاط الدماغ الكهربائي يُقسَّم إلى نطاقات ترددية frequency bands - وهي إيقاعات دماغية، مرمزة بحروف يونانية. نحن نعرف في أي من جوانب الدماغ يتولد كل إيقاع من الإيقاعات، وفي أي حالة يكون عليها الشخص أثناء هذا التولد «على سبيل المثال، هل هي أثناء الراحة أو أثناء عمل الشخص على مهمة من المهام» وما هي العمليات الدماغية التي قد ترتبط بها.

تشير الأبحاث الحالية[5] إلى أن العديد من الاختلافات في السلوك، بما فيها وجهات النظر تجاه المجازفة «المخاطرة»، يمكن على الأقل أن يفسر جزئيًا بخصائص نشاط الدماغ للفرد. في المتوسط، من المعروف أن النساء تجازف «تخاطر» بشكل أقل وتيرة من الرجال [6] ، وقد أظهرت التجارب وجود تساوق بين الرغبة في المجازفة والاختلافات في قوة إيقاعات موجة ثيتا الفص الأمامي الأيمن والفص الأمامي الأيسر «عدم تناظر ثيتا الفص الأمامي». غير أن هذه الدراسات شملت إما نساء فقط أو في الغالب، ويبقي الأمر غير واضح ما إذا كان عدم تناظر إيقاعات ثيتا يساهم بالفعل في الفروق الجندرية المتعلقة بالمجازفة.

حدد مؤلفو الورقة الجديدة هذه ثلاثة أهداف:

• الأول هو تحديد ما إذا كان هناك تساوق بين وجهات النظر تجاه المجازفة وعدم تناظر ثيتا الفص الجبهي الأمامي في عينة فيها تقريبًا عدد الإناث مساوٍ لعدد الذكور.

• والهدف الثاني هو اختبار ما إذا كان مجموع قوة إيقاعات ثيتا لكل من الفصوص الأمامية لها علاقة بالسلوك في ظل عدم اليقين «هناك بالفعل مايثبت ذلك، انظر[7] .

• والهدف الثالث هو تحديد ما إذا كانت التذبذبات العصبونية المتولدة في القشرة الحزامية الأمامية anterior cingulate cortex «منطقة من الدماغ معنية برصد الأخطاء وربما لها علاقة بالاختلافات الجندرية في عملية اتخاذ القرار» تتساوق ايجابيًا مع المجازفة

شارك في التجربة خمسة وثلاثون شخصًا؛ من هؤلاء، 15 امرأة. طُلب من كل مشارك الخضوع لتخطيط الدماغ المغناطيسي الكهربي وثلاثة اختبارات لقياس مستوى المجازفة «المخاطرة» والاندفاعية. تضمن الاختبار الأول اختيار عدد من العلب «من أصل 100 علبة»، كل علبة فيها مكافأة مالية، ولكن لو احتوت إحدى العلب المختارة على ”قنبلة bomb“ [المترجم: يبدو أن التجربة هي التجربة المعروفة اختصارصا بتجربة BRET، راجع[8]  للتعريف]، فإن المشاركين يخسرون جميع أرباحهم. أُعطي كل مشارك 30 محاولة. كان الاختباران الثاني والثالث عبارة عن استبيانات: أظهر مقياس بارت لمدى الاندفاعية Barratt Impulsivity Scale كيف قيّم الشخص قدرته على التخطيط وإظهار ضبط النفس، بينما أظهر مقياس المجازفة المتعلق بمجال معين «DOSPERT» مدى رغبة الشخص في الموافقة عن طيب خاطر على القيام بفعل معين ينطوي على مجازفة وكيف قام الشخص بتقييم المكاسب والخسائر المحتملة الناتجة عن هذا الفعل.

في اختبار العلب، اظهر الرجال شهية للمجازفة أعلى منا أظهرته النساء من شهية «حيث فتح الرحال 48 علبة في المتوسط مقابل 40 علبة فتحتها النساء؛ اختار المشاركون عددًا أقل من العلب في المحاولة الأولى - 44 من قبل الرجال و31 من قبل النساء من أصل 100 علبة، على التوالي». من الاستبيانات، فقط مقياس DOSPERT للفوائد أسفر عن نتيجة مماثلة «الرجال أكثر تفاؤلاً بشأن المخرجات الإيجابية لمشروع محفوف بالمخاطر / بالمحازفات»؛ أظهرت الاختبارات الأخرى عدم وجود فروق جندرية. عدم تناظر ثيتا للفص الأمامي لم يكن متعلقًا بنحو معتد به بعدد العلب المختارة في العينة - مما يعني التساوق الإيجابي كان ثابتًا فقط بين النساء. قوة إيقاعات ثيتا الفص الأمامي «وخاصة التذبذبات المتموضعة في القشرة الحزامية الأمامية» تساوقت مع نتائج اللعبة، كما إنها تساوقت أيضًا مع التقييمات الشخصية للفوائد والخسائر من السلوكيات المنطوية على المخاطرة.

وبالتالي، يقترح الباحثون أن التباين الفردي في قوة إيقاعات موجة ثيتا في القشرة الحزامية الأمامية له علاقة بالاختلافات الجندرية في تقييم العواقب المترتبة على التصرفات المحفوفة بالمخاطرة، وبالتالي وجهات النظر تجاه المجازفة. من المحتمل أن يتأثر نشاط منطقة الدماغ هذه والمجازفة بمستويات الهرمونات، كمستوى التستوستيرون.

”الفروق الجندرية في تقييم العواقب المحتملة للقرارات قد لا تؤثر فقط على المجازفة، ولكنها تعكس أيضًا عملية أكثر جوهرية للاستجابة الانفعالية للمثيرات البيئية. نحن نتوقع أن مثل هذه الاختلافات المتعلقة بالتنظيم الهرموني قد تؤثر أيضًا على تفشي الاكتئاب والقلق والحالات السريرية الأخرى بين النساء، وسنواصل استكشاف هذا الموضوع،“ كما خلصت ماريا أزانوفا Maria Azanova، المؤلفة الرئيسية للمقال.

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - ”موجات ثيتا theta تولد إيقاع ثيتا، وهو تذبذب عصبوني في الدماغ يكمن وراء جوانب مختلفة من الإدراك والسلوك، بما في ذلك التعلم والذاكرة والتنقل المكاني في العديد من الحيوانات“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Theta_wave

[2] - ”وجهة نظر «عقلية» المجازفة risk attitude هي الاستجابة لحالة عدم اليقين والتي هي موضع الاهتمام والمتأثرًة بالتصور. يمكن تبني مجموعة من المواقف المحتملة تجاه نفس الحالة، وهذه تؤدي إلى سلوكيات مختلفة، مما يؤدي إلى عواقب مترتبة سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.pmi.org/learning/library/managing-risk-attitude-using-emotional-literacy-8156

[3] https://www.frontiersin.org/articles/10,3389/fnins.2021,608699/full

[4]  - https://ar.wikipedia.org/wiki/تخطيط_كهربية_الدماغ

[5]  - https://link.springer.com/chapter/10,1007/978-3-642-35923-1_11

[6] - https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0167268111001521?via=ihub

[7] - https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0167876013003036?via=ihub

[8] - ”طريقة استثارة المخاطرة باستخدام قنبلة Bomb Risk Elicitation Task هي مهمة استثارة مخاطر باستخدام علبة فيها قنبلة bomb في مجموعة علب عادة يكون عددها 100 علبة، وتعرف اختصارًا ب «BRET»، وهي طريقة بديهية تهدف إلى قياس موقف الشخص تجاه المجازفة“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.iza.org/publications/dp/6710/the-bomb-risk-elicitation-task

المصدر الرئيس

https://www.hse.ru/en/news/research/482698396.html