آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 12:12 م

لماذا لا يطول تفاعلنا بعد المناسبات؟

محطَّات في حياتنا، طوال أيام السَّنة، شهر رمضان، أيَّام الحج، أيَّام العشر الأولى شهر محرم، ويوم الجمعة من كل أسبوع، نتأثر فيها إيجابًا بالقيم الروحيَّة ويبدو علينا التأثر والإنفعال، والسؤال الذي أطرحه على نفسي أوَّلًا، ثم على غيري: لماذا لا تدوم أو على الأقل تطول هذه الحالة الرَّائعة والفريدة في جمالها من إيمان وعلاقات إنسانيَّة راقية؟

أنا بكل تواضع لا أملك جوابًا، لأنني لو كنت أملك ذلكَ المفتاح والدَّواء السِّحري لعالجتُ به نفسي قبل غيري. ويمكنني التَّخمين أن جذور الإيمان لم تتعمَّق في أراضينا، ولم تتمكن من أخذ حيِّزها في القلوب والعقول بوجوب استدامة التغيير. فخذ على سبيل المثال الرِّقة والعاطفة التي تزداد في الأيَّام الأولى من شهرِ محرَّم لأسبابٍ معروفة، لماذا لا تتحول الى علاقات ودّ وتقارب، على الأقل بين الأزواج والأولاد والأرحام، ما يكفي لقمعِ ظواهر الطَّلاق والعقوق والتمرد على القيم؟!

في أيَّام عاشوراء، نسمع عن فئاتٍ شابَّة وأخرى في مراحل متقدمة من العمر، رجالا ونساءً، وحتى أطفال، قدَّمت دروسًا فريدة وعديدة في مجالاتٍ شتى، فهل في أطفالنا وشبابنا وكهولنا، ونساءنا من يقول: أنا مثلهم، ولو كنت معهم كنت من الشّهداء؟ قيم وفاء الدَّين والعفاف والإيثار والأخلاق والإصرار على الإصلاح وغيرها، بدت جليَّة في تلك العصبة التي ناصرت الإمامَ الحسين عليه السَّلام، ونحن نستذكر سيرة تلك العصبة، هل يقصدنا الإمام الحسين عليه السَّلام فيما رُوي عنه: ”بلّغ شيعتي عنّي السّلام“؟ أم يقصد جماعةً أو جيلًا غيرنا انقضى أو لم يأتِ بعد؟

بعض ما يقوله النَّاس وهم مصيبون، إن الدّين والأخلاق متلازمان، ونرى الدّين يدعو للمعاملة الحسنة أكثر مما يدعو للعبادة، وهذا ما تدعو له هذه المناسبات - ومنها أيام عاشوراء - فهل هو مطلب صعبٌ أو مستحيل أن تدوم معنا تلك الحالة وذلك التأثر، ولو مدَّة بعد انقضاء المناسبة؟!

مستشار أعلى هندسة بترول