آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:19 م

تعليق على كرة القدم النسائية

علي طالب آل ناصر

نشرت قناة mbc قبل ثلاثة أيام تقريراً مصوراً عن فريق الواحة، وهو أول فريق كرة قدم نسائي في محافظة القطيف، وقد أُنشِئ الفريق وسُجِّل رسميًّا في شهر يناير/ كانون الثاني بداية العام الجاري [1] . وكعادة كل ما هو جديد وغير مألوف وخارج عن الأعراف والتقاليد الاجتماعية - وبحكم الطبيعة المحافظة للمجتمع السعودي عموماً والمجتمع القطيفي على وجه الخصوص - أثار الخبر جدلاً واسعاً وردود فعلٍ متباينة في المجتمع بين مؤيدٍ ومعارض، ومشجعٍ ومثبط، وداعمٍ ومحارب، بين من استبشر بهذه المبادرة واعتبرها خطوةً للأمام من ناحية، ومن استرجع واعتبرها مصيبةً عظيمةً من ناحيةٍ أخرى.

في البداية لا بد أن نعرف أن الصحة ضرورية لحياة الإنسان، وأنه مسؤول عن جسده وعما يفعل به، فقد روي عن رسول الله ﷺ أنه قال: «لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ» [2] . كما أن الإنسان يحتاج للتسلية والترويح عن نفسه من وقتٍ لآخر؛ لينفض غبار التعب وشقاء العمل. روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال: «إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكم» [3] . وما يميز الرياضة أنها تجمع بين الأمرين، فهي تعين المرء على الاعتناء بصحته، كما أنها تسليه في أوقات فراغه، وكرة القدم - كما هو معلوم - هي الرياضة الأكثر شعبيةً في العالم. لكن بما أننا مسلمون فلا بد من مراعاة أحكام الإسلام في ممارسة الرياضة، ومن أهم ما أوجبه وأكد عليه الإسلام هو التزام المرأة بالحجاب لما فيه من حفظ للمجتمع وصيانة له من الضلال والانحراف، ومن يشاهد التقرير يلاحظ عكس ذلك، من جهةٍ عن طريق تهاون بعض اللاعبات بارتداء الحجاب، وتعيين رجل ليكون مدرباً للفريق من جهةٍ أخرى [1] .

شخصيًّا أنا لستُ من معارضي ممارسة المرأة لرياضة كرة القدم، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار تصريح مدير إدارة الغذاء الصحي بهيئة الدواء والغذاء فيصل بن سنيد، حيث «أوضح خلال حديثه... في برنامج“نشرة النهار”على قناة الإخبارية، أن معدلات السمنة، حسب أرقام وزارة الصحة، بلغت 59%، منها 29% تخطوا مرحلة زيادة الوزن وأصبحوا يعانون من السمنة فعليًا، و31% منهم يعانون فقط زيادة في الوزن، وذلك في الفئة العمرية من 15 فما فوق» [4] . ولكني أرى أن تكون هذه الممارسة في حدود أحكام الشريعة. وللتوفيق بين الشريعة الإسلامية وممارسة المرأة لرياضة كرة القدم فإنني أقترح هنا بعض الإجراءات التي ستساعد على ذلك:

1 - أن تقام التدريبات والمباريات في ملاعب مغلقة ومخصصة للنساء، وأن يكون الحضور الجماهيري للنساء فقط.

2 - أن تتولى النساء تدريب الفرق، والاستعانة بالنساء الأجنبيات في الوقت الحاضر لحين ظهور مدربات سعوديات.

3 - أن تكون طواقم التحكيم نسائية بالكامل.

4 - الاكتفاء بنشر الأخبار فقط دون الصور، وإن كان ولا بد فليكن التصوير كما في الأعراس، أي لا تعطى الصور إلا لمن يوثَق بهنَّ.

وأرى أن هذه الإجراءات يمكن أن تزيد من شعبية الكرة النسائية، فقد تكون بعض الفتيات متخوفات من التسجيل إما بسبب التزامهن بالحجاب الشرعي، أو لممانعة عائلاتهن لذلك. بالإضافة لذلك ستحظى اللاعبات بحريةٍ أكبر فيما يتصل بلباسهن، فمع غياب الرجال يمكنهن خلع الحجاب وارتداء القمصان ذات الأكمام القصيرة والسراويل القصيرة «الشورت» عوضاً عن الملابس الطويلة كما يظهر في التقرير [1] .

[1]  رابط التقرير:
https://www.youtube.com/watch?v=NQjdpQPv9y8

[2]  سنن الترمذي، حديث رقم 2417، الطبعة الثانية، سنة 1398 هـ / 1978م. شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده: القاهرة، مصر. ص 612.

[3]  عبد الواحد الآمدي التميمي، غرر الحكم ودرر الكلم، الطبعة الأولى، سنة 1422 هـ / 2002م. مؤسسة الأعلمي للمطبوعات: بيروت، لبنان. ص 75-76.

[4]  «أرقام صادمة عن معدلات السمنة في المملكة»، صحيفة فيفاء الإلكترونية، 8 سبتمبر 2020. رابط الخبر:
https://www.faifaonline.net/portal/2020/09/08/570896.html
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
أبو محمد
[ القطيف ]: 21 / 9 / 2021م - 2:19 م
مقال رائع في الصميم
2
سمر
[ القطيف ]: 22 / 9 / 2021م - 9:07 ص
لا ارى من الصواب ان يتدخل شخص ليس من ضمن المعنيين بالامر ((اللاعبات)) وان يطلب ملاعب مغلقة او لبس معين .. هذا شيء راجع للاعبات فقط فهن من يلعبن و هن من يطلبن ذلك فهذا شأنهن الخاص ..
اما اذا كانت متابعة ألعابهن تؤذي التزاماتك الثقافية ..
بسيطة لا تتابعهن واذا رايتهن اغلق التلفاز او غير المحطة ..
3
علي أحمد
[ صفوى ]: 26 / 9 / 2021م - 8:47 ص
أحسنت.