آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 5:37 م

كثَّر الله خيركم من استضَفتم مشاةَ الأربعين.. السَّنة وكل سنة!

المهندس هلال حسن الوحيد *

كما في كلِّ عام، أمطرتنا المقاطعُ والصور بالمشاهدِ التي تبعث في النفسِ البهجةَ والرِّضا. وبين قائلٍ هذا كثير وآخر هذا قليل، نقول: كثَّر الله خيرهم وأعطاهم أمثالَ ما بذلوا أموالًا في الدّنيا، وسعةَ رزق. وأعطاهم من الأجرِ ما يرضونَ به في الآخرة. من سقى ماءً سقاهُ اللهُ من حوضِ الكوثر، ومن أطعمَ، فله من ثمارِ الجنَّة ما اشتهى. عساها دوم، ومن فاتته الزِّيارة في هذا العام، يوفق لها في العامِ القادم وما بعده. ومن لم يستطع فإنَّ نيَّتي على ما عليه نِيَّةُ أصحابي، وإنَّما الأعمالُ بالنِّيات. كلنا نرجو بهذه الزيارة أن تزورنا بعد مماتنا أطيافُ وصور من أحببنا في وحدتنا، عندما لا يزورنا أحد من الأهلِ والأصدقاء!

أمَّا من زارَ فيكفيه دعاء الإمامِ الصَّادق عليه السَّلام له: فارحم تلكَ الوجوه التي غيرتها الشَّمس، وارحم تلك الخدود التي تقلب على قبرِ أبي عبدِ الله عليه السَّلام، وارحم تلكَ الأعين التي جرت دموعُها رحمةً لنا، وارحم تلكَ القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلكَ الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني أستودعكَ تلكَ الأنفس وتلكَ الأبدان حتى ترويهم من الحوضِ يومَ العطش.

نحنُ أيضًا، من أحببنا أن نكون هناك، ولم نستطع يشملنا اللهُ بما شملهم ويدخلنا فيما أدخلهم فيه، ونتضرع إلى الله أن يعودَ كلُّ مسافرٍ إلى وطنه بالسَّلامةِ والعافية. نباركُ لهم من أعماقِ قلوبنا ما مشوا من خطوات وما صرخوا من صرخات وما بَكوا من دموع، وما صلوا وما دَعوا من دعوات.

لقب - خدّام - استَحقوه بجدارة واشتروه بالعرقِ والجهدِ والمال. فمن يحصل على هذا الشرف وهذا اللقب غير من أخلصَ للهِ العمل؟ ليس هيِّنا أن يجمعَ فقيرٌ طول سنته ما تيسر من مالٍ وقوتِ عيال، ثم إذا جاءت ذكرى العشرين من شهرِ صفر، وقف على مشارفِ الطَّريق، ينتظر الغرباءَ والضيوفَ أن يمروا، ويقول لهم: كلوا واشرَبوا، هنيئًا مريئا. أليس في هذا دليلًا بينًا على محبتهم الشَّديدة لمن خدموه؟

مستشار أعلى هندسة بترول