آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

كن أكثر فطنة عند التسوق للمواد الاستهلاكية

المهندس أمير الصالح *

قد يشتكي البعض من زيادة فاتورة النفقات الغذائية لغلاء الأسعار في المواد الغذائية. ولكن قلما تسمع من يبحث عن بعض الأسباب خارج نطاق التضخم وارتفاع رسوم الشحن البحري وانعكاس تغير سعر الوقود الأحفوري على رسوم النقل. لان البعض قد يكتشف متأخرا بأن كمية الطلبات التمويلية لمنزله زادت بسبب ان العبوات الغذائية لبعض المواد الاستهلاكية قد تم تقليصها من بعض الموردين والصناع للمواد الغذائية بطرق تضليلية احترافية. والاسعار للعبوات الجديدة لم تُقلص بنفس النسبة في تقليص الوزن أو الحجم. وعليه يتزود المستهلك بذات الكمية السابقة من اللحوم والدجاج والزيوت والعصائر والبسكويتات والشاهي والمكسرات ولكن بنفقات مالية أكبر. أي أنه يدفع مال أكثر للحصول على ذات الكميات ولكنه يظن بأن أفراد أسرته زادوا في الاستهلاك والواقع أنهم لم يزيدوا في الاستهلاك ولكن تم التلاعب في أوزان العبوات. ولشرح هذا الوضع دعني استرسل بالكتابة إن أحببت أن تُكمل قراءة المقال لتفهم النقطة وتستثمرها كما تود في ادارة المصروفات وحسن اختيار مكان التسوق.

لاحظت منذ فترة وفي أكثر من دولة أن موردي بعض السلع مثل العصائر المعلبة واللحوم والدجاج المفرزن والخبز والمكسرات المعلبة والشاهي يقومون في تقليل الاوزان او الكميات او الاحجام في العبوات دونما استشعار او تنبه من اغلب المستهلكين. فمثلا صادف اني اشتري بشكل شبه منتظم صدور دجاج محلي عبوة 500 جرام بسعر معين. إلا أنه وبدون سابق انذار وجدت أن وزن العبوة قد تم إنقاصه 50 جرام. أي أن الوزن الحالي هو 450 جرام لذات العبوة بذات سعر العبوة وزن 500 جرام. وذات الشركة المنتجة والمصنعة للحوم المحلية تُنتج دجاج شرائح «ناجيت» بوزن 450 جرام بسعر معين. ومن دون تنويه وتنبيه للمستهلك، تطرح الشركة ذات المنتج في عبوة بوزن 251 جرام وبحجم عبوة كرتونية مقاربة جدا لحجم علبة عبوة وزن 450 جرام وبسعر أقل بثلاثة ريال. أي أنه تم تقليص الوزن بنسبة 44 ٪؜ والسعر في المقابل تم خفضه بنسبة 17 ٪؜ فقط!! وتم بيع العبوة الجديدة تحت غطاء حملة تخفيض موسمية على السلعة!!

بعد عدة زيارات لأسواق مختلفة ومعاينة أسعار لسلع غذائية استهلاكية عديدة مثل الكورن فليكس وبعض انواع البسكويتات وبعض العصائر وزيوت الطبخ وزيت الزيتون شاهدت ان هناك تقليص في وزن أو حجم العبوات عما كانت عليه سابقا وباسعار بعض منها يعادل او يزيد عما كانت عليه في السابق.

الخلاصة:

التقليص في حجم وكمية العبوات أمر تحتاج الى ملاحظته عند التسوق.

وإلى جانب ذلك، فكن أكثر فطنة عند مشاهدة اعلان خصومات على سلع استهلاكية معينة بتاريخ معين. ففي بعض المحلات التجارية الكبرى وعند ذهابك في اليوم الأول من تفعيل الخصومات تفاجئ بعدم وجود تلكم المواد على الأرفف او في الثلاجات. وعند السؤال عن تلكم السلع تفاجأ برد البائع؛ ”أن كامل الكمية نفذت!“. ويعمد البعض منا على زيارة ذات السلسلة من السوبرماركت املا منه، وخلال مدة ايام التخفيضات المعلنة، على توفير تلك السلع التي يستهدف شراءها. ليفاجئ بانتهاء مدة العرض ولم يرى ذات السلع إلا بعد انتهاء فترة العرض. أفسر ذلك بأن مدير المبيعات ومدير التسويق في شركة سلسلة السوبرماركت في الغالب يستهدف استدراج أكبر عدد من المتسوقين ولو من خلال إعلان تجاري مضلل او غير صحيح أو وهمي بكميات جدا قليلة. ابن وطني الحبيب واخي المستهلك العزيز، كن فطن فعند زيارتك لسلسلة متاجر معلنة لتخفيضات لاتشتري في بداية تسوقك إلا ما انت قاصد شراءه عند زيارة اي محل او معرض او سوبرماركت. وان لم تجد السلعة المروجة لتخفيض فبلغ ذلك كتابيا لمدير المبيعات المحلي لكي يعلم ومديره العام أن هكذا أساليب مضللة في التسويق لك لن تمر على المستهلك الذكي. وان تكرر ذات الفعل الإعلاني الترويجي التضليلي لك من ذات المحل او سلسلة السوبرماركت، فلا تزره ونبه من يعز عليك على ذلك، ليرتدع إداريي ذلك المحل وتفشل خططهم الترويجية الجوفاء. وتذكر أن حماية حقوق المستهلك تبدأ منك.