آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

فائدة لغوية «41»: ”الترويس بين الفن والسياسة“

الدكتور أحمد فتح الله *

جاء في الفائدة السابقة «رقم 40» أن ”الترويسة“ أصلها من الرأس، والتقدم، فعليه يكون ”الترويس“ هو عملية وضع شيء في المقدمة، أو وضع رأسٍ له، أو ما شابه الرأس.

في الخط العربي

«الترويس» في الخط العربي هو بدء الحرف من رأسه بنقطة بعرض القلم، ويكون برسم شظية صغيرة كالسهم أو المثلث ذي استطالة في هامة بعض الحروف من جهة اليمين. ويُرسم هذا السهم بقلم دقيق بعد إتمام كتابة الحرف. والحروف التي يدخلها ”الترويس“ هي الألف والياء والجيم والدال والراء والطاء والكاف واللام المجموعة والهاء المربّعة. ويختلف الحال في ترويس هذه الحروف باختلاف الخطوط، فمنها ما يروّس وجوبًا، ومنها ما يمتنع فيه التَّرْويس، ومنها ما يكون فيه الخيار. و”التَّرْوِيس“ مأخوذة من الرأس، وهو هامة الحرف. والحرف الذي حصل فيه ترويس يقا له مروسة: مثل ”لام مروسة“.

الترويس في السياسة

”الترويس“ هو أحد أشكال عملية الاستيعاب الثقافي التي تتخلى من خلالها المجتمعات غير الروسية - طواعيةً أو قهرًا - عن ثقافتها ولغتها لصالح الثقافة واللغة الروسية «Russian»، لكن يجب أن نميِّز بين ”الترويس“ Russianization، بمعنى انتشار أو نشر اللغة والثقافة الروسية والناس في ثقافات غير روسية، و”الترويس“ Russification، كعملية لتغيير التسمية الذاتية أو الهوية العرقية للفرد من اسم عرقي غير روسي إلى روسي، وغير ذلك. تاريخيًّا، يشير ”الترويس“ كمصطلح إلى السياسات الرسمية وغير الرسمية للإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي فيما يتعلق بمكوناتهما القومية والأقليات القومية في روسيا، والتي تهدف إلى الهيمنة الروسية. المجالات الرئيسية للترويس هي السياسة والثقافة. في السياسة، يتمثل أحد عناصر الترويس في تعيين المواطنين الروس في مناصب إدارية قيادية في المؤسسات الوطنية. في الثقافة، يرقى الترويس في المقام الأول إلى هيمنة اللغة الروسية في الأعمال الرسمية والتأثير القوي للغة الروسية على التعابير الوطنية. تعتبر التحولات في التركيبة السكانية لصالح السكان من أصل روسي أحيانًا شكلاً من أشكال الترويس أيضًا.

الترويس في الطرب والغناء

إضافة إلى أن ”الترويس“ عملية وضع الشيء في المقدمة، أو وضع رأسٍ له، أو ما شابه الرأس، هناك ”ترويس“ من نوع آخر متربط بآلة الفعل. لذا يأتي الترويس بمعنى الايقاع على «المِرْواس» «طبل صغير يحمل في الكف»، وجمعه ”مراويس“، وتفصيلًا هو آلة ايقاعية صغيرة الحجم تتكون من اسطوانة خشبية مجوفة قطرها 15 سم وطولها 15سم أيضًا يُشد عليها من الناحيتين قطعتين جلديتين بواسطة خيوط سميكه. وهو في الأصل آلة جلبها الخليجيون من الهند، ليستعملوه في ”فن الصوت“ فقط الذي كان يعتمد في ايقاعه على نقرات ريشة العازف على أوتار العود. والضارب على هذه الآلة، التي تتطلب دقة ومهارة، يسمى ''مروّس'' وجمعها ''مروسيّه''.

تاروت - القطيف