آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

مع الشيخ علي آل محسن «1»

زكي بن علوي الشاعر

عرفت سماحة الشيخ علي آل محسن، منذ أكثر من ثلاثين عامًا..

.. كنت أراه يزور مشايخ كبارًا، كالشيخ عبد الحميد الخطي، والشيخ علي المرهون، والشيخ محمد تقي المعتوق - قدس الله أسرارهم! - وسيدي الوالد: سماحة الشيخ عبد الله الخنيزي - صان الله مهجته! - وغيرهم.

كنت أراه، وكان قليل الكلام. وما رأيته إلا هشًّا بشًّا، يسلم علىٰ كل من يراه سلامًا عامًّا، ثم يخص بالسلام والترحيب فردًا فردًا، ويخاطب كلًّا بعبارات الإجلال والتقدير والاحترام؛ حتىٰ إنك لتستحيي من تواضعه وخلقه العالي!!

وكان ينصحني وينصح غيري، وكان حديثه بردًا وسلامًا، ولم يكن في نصحه وتوجيهه متعاليًا ولا متكبرًا ولا متجبرًا؛ بل كان يتحدث فتشعر أنه أخوك، ويحس الصغير أنه أبوه، ولم أره اغتاب أحدًا، ولا أهان واحدًا، أو زجر أو قرَّع صغيرًا ولا كبيرًا.

نصحني بالانتظام في الدرس، وبدراسة المنطق، فلم أنتصح - وأنا يومئذٍ دون العشرين من عمري - ولو أطعته واشتغلت علىٰ يديه، لكان لي شأن آخر!! وإنني لنادم، أن لم أصحبه وألزمه، وأنهل من معينه: علمًا وخلقًا وحكمة.

مرت السنون، ثم قرأت له، واستمعت إلىٰ خطبه وكلماته ومحاضراته ومناظراته، فوجدت عالمًا محققًا، وباحثًا مؤتمنًا رصينًا.

ولست فقيهًا يعرف الفقهاء، أو خبيرًا يميز العلماء؛ ولٰكن عندي أدوات وعدة وآلات أعرف وأفحص بها وأُعملها، فأعرف الباحث، وأعلم من العالم؟!

إن منها نصف العلم، وهو قول: ”لا أعلم“، وقد سمعته منه غير مرة، وسمعته يقول: سأبحث وأراجع. فهٰذا نصف العلم قد عرفته فيه وأدركته وعهدته عنده.

لم يضيعني يومًا، أو يدخلني في دهليز لا أخرج منه.. دهليز من دهاليز صناعة الجدل، أو ساباط مظلم من ساباطات صناعة المغالطة، كما يصنع كثر، إمعانًا في الاستعباد الفكري، والإخضاع الإتباعي.

لم أعهد منه إلا تيسير العبارة، وتسهيل المطلب، وشرح الغامض والمعمىٰ، حتىٰ يبدو للسامع والقارئ واضحًا جليًّا، وللسائل والمستفهم والمستفتي مشرقًا مفهومًا، ولا يستزيد، بعد الكلام المفيد، والرأي السديد، غير عجل ولا وجل.

وإنه ليتحدث في مسائل نحوية، ومعضلات لغوية، وقضايا إملائية، فلا أراه يخبط خبط عشواء؛ بل يسير بخطًى ثابتة، ويدري ما يقول، ويعلم أنه يعلم، وأراه في النحو واللغة والإملاء - ولي منها نصيب - صاحب منهج علمي، لا مدعيًا ما ليس له، ولا متصديًا لما ليس من شأنه، وقد ابتلينا بكثيرين ممن هم كذٰلك.

هٰذه أدوات من عدتي، أعملتها لأعرف أن هٰذا الرجل عالم.

فإن أبىٰ آبٍ إلا أن يُشهد لسماحة الشيخ بالعلم والفضل والتحقيق، فليسأل العلماء الذين منهم أستاذه: الشيخ محمد إسحاق الفياض، ينبئوه من هو الشيخ علي آل محسن؟!

وبعد دفاعه عن العقيدة، وذوده عن المسلمين والإسلام، والدين وأهله، نسمع ونرىٰ من يتطاول عليه؛ بل يتهمه بالانحراف!!

وهٰذا ما أتناوله - إن شاء الله تعالىٰ - في المقال القادم.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد
[ قطيف الخير ]: 28 / 10 / 2021م - 1:51 م
الشيخ علي آل محسن ونعم الرجل، وما تناوله الكاتب -مشكوراً- ليس إلا القليل من فضائل سماحة الشيخ،
شكراً للكاتب ولا حرمنا الله من رجالاً نفخر بهم.