آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:29 ص

هل لديك معايير للحب والكراهية؟

كاظم الشبيب

لكل واحد منا انطباعاته وتصوراته عما يحب أو يكره، لأن الحب والكراهية، كمشاعر وأفكار ومواقف، في العلاقات الثنائية، وكذلك في العلاقات الجماعية بين أهل الهويات المختلفة، تتوالد من خلال التجربة الذاتية أولاً وأخيراً. التجارب الفردية أو التجارب الجماعية. لا يمكن للفرد أن يغض النظر عن ما ولدته تجاربه الشخصية، الايجابية والسلبية، من انطباعات ومشاعر وأفكار. كذلك لا يمكن لأي جماعة أن تغض النظر عما ولدته تجاربها من تراكمات مفرحة أو حزينة. وبالتالي تتشكل لكل شخص ولكل جماعة معاييرهم الخاصة للحب وللكراهية. وفيما يلي وجه من ذلك.

نجد بعض من ذلك، كما ينقل ”أندروا شافر“ في كتابه «فلاسفة عظماء فشلوا في الحب» حول علاقة رينيه ديكارت بالأميرة إليزابيث، حيث كانت مشكلة الأميرة الحقيقية هي أنها مكتملة بقدر أكثر من اللازم. وكان لدى ديكارت شبق تجاه النساء المصابات بالحول. كتب عن ذلك: حين كنت طفلاً، أغرمت بفتاة في عمري نفسه وكانت حولاء قليلاً، وما إن أنظر إلى عينيها غير المركزتين حتى يرتد تأثيرهما على عقلي مباشرة تجاه غريزة الحب، إلى درجة أنني - ولمدة طويلة - أميل إلى حب النساء المصابات بالحول ما إن أراهن مباشرة على عكس الأخريات. [1] 

فلا يعني اجتماعنا في هوية واحدة أن تتفق معاييرنا حول الحب أو الكراهية، ولا يعني حبنا لبعضنا أن تتوحد مقاييسنا تجاه الجمال، على سبيل المثال، سواء صفات الجمال الجسدية أو الصفات المعنوية. بل ربما يتعارض أصحاب الهوية الواحدة والثقافة الواحدة تجاه موضوع مشترك واحد كالجمال. ففي أكتوبر 2021 أفادت الأنباء بأن منظمة نسوية تقاضي مسابقة ملكة جمال فرنسا على خلفية معايير الجمال، [2]  فهناك اختلاف كبير على مستوى عالمي حول مقاييس الجمال، حيث تختلف معايير الجمال باختلاف الأزمان، والأماكن، والشعوب، إلا أنّ هنالك بعض المعايير الجمالية التي تستمرّ وتبقى مهما اختلفت الأزمان، والحضارات، والثقافات. [3] 

في المقطع المرفق نظرة من زاوية مفيدة: الاختلاف بين الناس:

[1]  فلاسفة عظماء فشلوا في الحب، أندرو شافر، ص 54، بتصرف.
[2]  يورونيوز 19/10/ 2021 https://arabic.euronews.com
[3]  مقال للكاتب إسلام الزبون بعنوان معايير الجمال العالمية في 20/ 9/ 2018، موقع موضوع https://mawdoo3.com