آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

مشايخ وآراء

زكي بن علوي الشاعر

أولٰئك ثلاثة:

1 - سماحة آية الله: الشيخ علي آل محسن.
2 - سماحة آية الله: الشيخ مهدي المصلي.
3 - سماحة العلامة: الشيخ منصور الجشي.

أجمع هٰؤلاء العلماء الثلاثة، علىٰ ألا يصنفوا كتابًا، إلا كتابًا يثقل ميزان العمل، يوم الفزع الأكبر!!

وهٰذه قصتي مع أولهم...

- سماحة الشيخ! لم لا تخرجون تقريرات الشيخ الغروي - رحمه الله! - والشيخ الفياض - يحفظه الله! - وقد حضرتم تحت منبريهما مدة مديدة؟!

- ما أكثر التقريرات الأصولية والتقريرات الفقهية!! وقد كفاني غيري وكتب وقرر؛ أما أنا، فأريد أن أكتب فيما فيه أجر وثواب أكبر من ثواب تقرير البحوث العلمية التي أقصىٰ ما فيها من نفع في الدنيا أن يقال: هٰذا فقيه، أو عالم مجتهد مجاز، وكل ذٰلك مما لا أنظر إليه!!

- سماحة الشيخ! سمعت أن الشيخ الفياض طلب من سماحتكم أن «تفتحوا» بحثًا عاليًا في الفقه، وآخر في الأصول.

- هٰذا صحيح؛ ولٰكن ما مقدار الأجر والثواب «المترتب» علىٰ هٰذا؟!

الكتابة في العقيدة والدفاع عنها والبحث فيها أثقل في الميزان، وهٰذا مبتغاي ومناي!!

- سماحة الشيخ! معنىٰ كلام الشيخ الفياض أن سماحتكم فقيه مجتهد؛ أليس كذٰلك؟!

سكت الشيخ، ولم ينبس ببنت شفة!!

ومرت الأيام والسنون، فحقق أمنيتي وطبع تقريرات بحث الشيخ الفياض في زكاة الفطرة، ولم يكن منه ذٰلك للحصول علىٰ إجازة اجتهاد؛ بل لأنه رأىٰ أن ثمة ما يضيفه، وفي ذٰلك ما يرجو من ثواب!!

أما حكايتي مع ثانيهم، فلا تعدو ما ذكرته عن أولهم، إلا أن شجاعته في ألا يتنصل من الجواب عن إن كان فقيهًا مجتهدًا؟! بل إنه زودني برسالته العملية الكبرىٰ، وفيها كل ما يبتلىٰ به المكلف؛ ولٰكنه لا يريد - وا أسفاه! وا حسرتاه! - أن يطبعها وينشرها، إلا بعد الاستدلال علىٰ كل ما فيها - وهي من عشرة مجلدات ضخمة - فمتىٰ ينشر ما أشار إليه؟ وفي كم مجلدًا سيكون؟!

لٰكن شجاعته تروقني، وتثلج صدري، ولا يزال - منذ 1415 هـ  - يلقي بحوثه العالية: فقهًا وأصولًا، دون انقطاع.

كثر الله بيننا من أمثاله من العلماء!

وأما قضيتي مع الثالث، فهي أصعب؛ لأنه لا يرضىٰ أن يفصح عمن أجازه من الفقهاء، وأنا أعلم أنه مجاز، ولا يرضىٰ أن يصدر اسمه ب «آية الله»؛ بل يعجبه أن ينادىٰ: أبا حسين! ويروقه أن يعد خطيبًا حسينيًّا، وإن أمره لصعب مستصعب، وقد رهن نفسه لخدمة فتاوى الفقهاء وجمعها، وطبعها ونشرها، وقد حقق أرجوزة الشيخ علي الجشي - رحمه الله! - وضبطها ضبطًا كاملًا؛ ليصل المقصود منها، ولا يختلف فيها اثنان، وقد شرفت بالعمل تحت إشرافه.

وثلاثة المشايخ ييسرون العبارة، ويوصلون الحكم الشرعي بأقصر الطرق؛ بل إنهم من أفضل من رأيت - في البلاد وغيرها، وما أكثر من رأيت!! -... من أفضل العلماء الذين يوضحون الفتاوىٰ، ولا أهضم حقوقهم في قوة الاستدلال؛ ولعل غيري - من العلماء - بهم أبصر وأخبر.

إلا أن آنقهم عبارة وأوضحهم إشارة الشيخ علي آل محسن، كما أنه أشدهم في طلب التفاصح في الحديث، حتىٰ إنني أخشىٰ أن ألحن أمامه، وأراجع ما أكتب قبل أن يقع عليه بصره!!

حفظكم الله، أيها العلماء الأبرار العاملون!!

ولٰكن الدعاء وقبوله مشروطان بأن تلقوا إلىٰ ما أقول بالًا.