آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

هل سمعت بسلم الحركات؟! «3»

زكي بن علوي الشاعر

بدأت بالكلام في الهمزة المتطرفة، قبل الكلام على الهمزة المتوسطة؛

لأن الحرف الذي ينبغي للكاتب أن يراعي حركته أو سكونه حرف واحد، وهو الحرف الذي يسبق الهمزة المتطرفة.

وقد قسمنا الحروف إلىٰ قسمين: ساكن، ومتحرك. وهٰذا خير من التطويل ولا طائل، إذا وضعنا بنودًا، وقلنا:

ترسم الهمزة المتطرفة ملقاة على السطر في الأحوال التالية:

1 - إذا سبقت بحرف ساكن، مثل: دفء، وكفء.

2 - إذا سبقت بياء ما قبلها مفتوح، مثل: شيء، وفيء.

3 - إذا سبقت بياء ما قبلها مكسور، مثل: يضيء، ويسيء.

4 - إذا سبقت بواو ما قبلها مفتوح، مثل: ضوء.

5 - إذا سبقت بواو ما قبلها مضموم، مثل: وضوء.

6 - إذا سبقت بألف، مثل: شاء، ويشاء.

انظر كيف تضيع بين بنود ستة تجهد نفسك في حفظها وقد تنساها عند التطبيق فتخطئ في كتابة الهمزة المتطرفة؟!

هٰذا مما تجنيه أكثر كتب علم الإملاء على المتعلم، ويكفي أن تقسم الحروف إلىٰ متحرك وساكن، والساكن: صامت أو صائت، ثم ينطلق الكاتب فلا يخطئ في رسم الهمزة المتطرفة.

الإملاء تطبيق، والتفصيل - دون أن تكون من ورائه غاية، أو تجنىٰ منه ثمرة - عبث، وتعالٍ، وتعالم.

أأدركت لم لم أطل عليك؟! وكيف أوصلتك إلىٰ بغيتك من دون عناء؟!

هٰكذا ينبغي أن تكون مناهجنا، ولنضرب بما يخرج عن تحصيل المقصود سريعًا ويوقع النشء في الحيرة والاضطراب عرض الجدار، ولا كرامة!!

اليوم، أريد أن أشير إلىٰ أن في كتابة الهمزة المتوسطة ثلاثة مذاهب:

1 - المذهب المصري.

2 - المذهب العراقي.

وتتحكم فيهما الضابطة التي أوصيتك بحفظها، في الحلقة السابقة، وهي: تتالي الحرفين المتماثلين مستكره في الخط العربي.

3 - المذهب الشامي، ونحن نسير عليه في دول الخليج العربية، وليس كالمذهبين السابقين، في تحكيم الضابطة السابقة.

هٰذه هي المذاهب المشرقية، ولندع الإطالة في مذهب المغاربة؛ فإننا في المشرق.

في كتابة «مسؤول - رؤوف»، يقول أصحاب المذهب الشامي:

يكتب «مسؤول»، كما اقتضته القاعدة، ولا بأس في تتالي الواوين، وليس تتاليهما بمستكره، وكذا الحال في كتابة «رؤوف».

أما المصريون، فيقولون:

الأصل أن نكتب: مسؤول ورؤوف؛ ولٰكن تتالي المتماثلين مستكره في الخط العربي، فننظر إلى الحرف السابق للهمزة في «مسؤول»، وهو السين، فنجد أن وصله بما بعد الهمزة - وهو الواو - ممكن، نحو «سو»؛ لذٰلك نحذف الواو، وننبر للهمزة، ونكتب: مسئول.

أما «رؤوف»، فلا يمكن وصل الراء بالواو، نحو «رو»، فإذا حذفت الواو، وقعت الهمزة على السطر، وكتبنا: رءوف.

ويجوز أن نترك رسم النبرة، في كتابة بعض القدماء، ولا يمكنني تنفيذ ذٰلك بهٰذا اللوح؛ ولٰكن امطل السين، واكتب الهمزة فوق ما مطلته منها، تحقق المقصود من كتابة الشكل الثاني، هٰكذا: مسول، وبين السين والواو - من فوق - ترسم الهمزة.

وأما العراقيون، فيقولون:

الأصل في كتابة «مسؤول» و«رؤوف» ما تقدم؛ ولٰكن تتالي المتماثلين مستكره في الخط العربي، فنحذف الواو التي بعد الهمزة - لا كرسي الهمزة - لأن قراءة الواو المحذوفة مفهوم وواضح عند القارئ، بينا حذف كرسي الهمزة سلب لقوتها، وذٰلك عندنا ممنوع، ومن هنا نكتب: مسؤل، ورؤف.

ومن ذٰلك ما شاع في كتب الفقهاء والرسائل العملية: من كتابة مؤونة هٰكذا: مؤنة، وقراءتها علىٰ أنها «مُؤْنَة» خطأ قد شاع بين صغار الطلبة، وعوام المكلفين.

انتظر الحلقة القادمة، وانس البنود الستة في بداية هٰذه الحلقة، واكتف بالحلقة السابقة، في تصحيح رسم الهمزة المتطرفة.