آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:12 م

الأسواق القديمة والاسواق الجديدة وفنون جذب الزبائن في بعض المدن

المهندس أمير الصالح *

قديما كان لكل مدينة سوق مركزي تتوفر فيه كل السلع التي يحتاجها سكان تلك المدينة، فمثلاً في الأحساء يُعد سوق القيصرية هو السوق الرئيس في الزمن القديم. وفي مدينة جدة تُعتبر منطقة البلد القديمة حيث بوابة مكة هي السوق الرئيس. وفي مدينة delft الهولندية كان السوق هو الساحة المجاورة للكاتدرائية المركزية وهكذا هو الحال في مدينة بروكسل، العاصمة البلجيكية، حيث الساحة المركزيةالكبيرة المجاورة لمبنى بلدية العاصمة.

في الوقت الحالي كبرت المدن فتعددت الأسواق وتناثرت الفروع لمعظم شركات التجزئة، وفي ذات الوقت ضعف تدفق الإقبال للتسوق في المناطق المركزية القديمة لأسباب عديدة منها تكلفة التنقل وتوسع المدن عمرانياً وتكلفة المواقف للسيارات. ونتج عن ذلك أن تبعثرت موارد التدفق النقدي في الاسواق القديمة لضعف عدد المشترين المحليين الذين توزعوا بين هذا وذاك من الأسواق المتناثرة داخل المدينة الواحدة وأطرافها. فلك أن تتخيل مدينة مثل دبي الإماراتية والتي تحتضن عشرات المولات التجارية. ولك أن تتخيل مدينة مثل القاهرة المصرية حيث قطرها يزيد عن 70 كيلو متر.

تولدت أفكار استثمارية جديدة تهدف لبعث زخم الحياة للأسواق والمناطق القديمة من خلال انعقاد مهرجانات تسويقية مرتبطة بالأسواق التراثية القديمة. وبالمقابل أصحاب المولات الحديثة أطلقوا عدة مهرجانات تتواءم ومتطلبات العصر من صحية وثقافية وتراثية لجذب أكبر عدد من المتسوقين. في ظل هذا التجاذب لا أعلم لأي مدى ستصمد تلكم الأسواق التراثية لا سيما بعد رحيل الأجداد والآباء ممن ارتبطوا بتلكم الاسواق معنوياً وعاطفياً.
حديثاً مع نشاط حركة السياحة أضحى ملفتاً للنظر إحياء وإعمار مناطق وسط البلد في المدن القديمة مثل جدة، ينبع البحر، الدرعية، الاحساء … الخ لجذب السياح وأبناء البلد.
حتماً هناك تحديات وتحتاج لجهود متظافرة من عدة جهات رسمية وأهلية في التغلب عليها.