آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 4:33 م

العظيم عظيم

زكي بن علوي الشاعر

1 - في بداية خدمتي لسماحة سيدي الوالد: سماحة العلامة المحقق: الشيح عبد الله ابن سماحة المجتهد الأكبر: الإمام الشيخ أبي الحسن الخنيزي - أظلنا الله بظله الوارف! - عام 1409 هـ ، تعلمت منه درسًا كبيرًا جدًّا، لن أنساه ما أحياني الله تعالىٰ!!

يتمثل هٰذا الدرس، في أنني اقتنيت كتابًا من تصنيفه، وآخر من تحقيقه، فقرأت الأول «مداميك عقدية» في يومين أو ثلاثة، فوجدت فيه خطأً في قوله تعالىٰ: ”وما خلقت الجن والإنس، إلا ليعبدونِ“؛ فقد كانت نون «يعبدونِ» مضبوطة بالفتح، وحقها أن تكسر.

ذكرت ذٰلك لسماحته، وأثنيت عليه وعلىٰ كتابه، ثم قلت: إن هٰذا الخطأ مطبعي!! فقال من فوره: هٰذا خطأ مني أنا، وليس خطأً مطبعيًّا!!

- لٰكنه خطأ مطبعي!!

- قلت لك: هٰذا خطئي؛ أنا المخطئ، وليس خطأً مطبعيًّا، وإن أسايرك وأجارك فيما تقول، يكن خطأً وإثمًا: الخطأ في الضبط، والإثم في الكذب!!

كبر الشيخ كثيرًا أكثر مما كان كبيرًا، في عيني وقلبي، وملأ علي وجداني؛ شيخ يقول: أخطأت؟!

وقد لزمته، منذ ذٰلك اليوم، وعددته لي أبًا.

2 - كنت أسب وألعن وأهجو، فاختلفت مع سماحة الشيخ علي آل محسن، ومضيت إليه في «هيئة التدقيق»، وسببته ولعنته، وتجاوزت عليه كثيرًا؛ ولٰكنه ما رد الإساءة بمثلها!! بل مسح علىٰ قلبي بكلمات طيبة، والكلمة الطيبة ”خير من صدقة يتبعها أذًى“، ولم يتغير، ولم يترك الترحيب والتقدير والإجلال الذي يستقبلني به، كلما رآني، علىٰ أني أحقر خلقي، إلىٰ خلقه!!

3 - كنت كثير الهجاء.. كنت أهجو من لا يروقني، وكان سماحة الشيخ علي آل محسن وسماحة الشيخ مهدي المصلي ينصحانني، ويفتيانني بأن هجاء المؤمن حرام شرعًا؛ بل إنه من الكبائر!!

ولٰكنني كنت أقول لهما: إنما الهجاء نقد اجتماعي؛ لإصلاح المجتمع، ليس إلا!!

إلىٰ أن هجوت الشيخ مهديًّا نفسه!! فوالذي فلق الحبة، وبرأ النسمة؛ ما تغير الشيخ علي، وما أعرض عني؛ بل ازداد لي حبًّا، فهمت في حبه أكثر وأكثر!!

أولٰئك أعلامي، فجئني بمثلهم...!!!

من أمثال هٰؤلاء العلماء الأعلام، تعلموا الأخلاق، وإلا فأنتم منها خلو وبراء، يا من تتهمون الشيخين: أبا الحسن من آل محسن، وأبا زكي الزكي الصفار.

تحياتي.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
هلال الوحيد
[ القطيف ]: 30 / 10 / 2021م - 11:07 ص
نصيحة من أخ صغير: لا تكثر من مدح الاصدقاء أو ذم من تظنهم أعداء. ولا حاجة لتمزيق ماهو ممزق وتفريق ما هو مفرق، وطواحين المعارك الهوائية لا تنفع!