آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

سائقو المركبات.. رفقًا بالمشاة!

المهندس هلال حسن الوحيد *

من يدهس إنسانًا ويموت - أو يصبح معاقًا لا ينتفع بحياته - يكون عند الفاعل شعورٌ بالذنب مرّ المذاق، وإن لم يكن عامدًا، فلا تقربوا هذا الشعور ولا هذه الخطيئة. يسكن الإحساسُ بالخطيئة في قلبِ الفاعلِ للأبد!

في الأشهر - القليلة - المعتدلة الحرارة، يستهوي المشيُ محبيّ الحركة على الواجهاتِ البحريّة وغيرها من الميادين والشَّوارع، وأفضل أوقاتِ المشي في طرفي النهار، الصَّباح الباكر وقبيل الغروب وبعده. ولأن النَّهارَ قصيرٌ جدًّا، في هذه الأشهر، فهم يمشون في ساعاتِ ذروةِ الحركةِ المرورية، وما أدراكَ ما هذه الذروة! حيث معظم حوادث دهسِ وصدم المشاة تقع وقت الغروب وأثناءَ الليل بسبب تدنيّ الرؤية وازدحامِ السيَّارات!

أول طلبٍ ومناشدة من الله، خير الحافظين: أن تمرّ الأيامُ والليالي ولا تسيل إلا دموع الفرح، ولا تكون لَمة واجتماع إلا في بهجةٍ وسرور، قولوا: آمين يا رب!

للسّائقين: ليس كل من يمشي شابًّا في العشرينات يمكنه أن يقطعَ الشَّارع في قفزتين، إذ في المشاةِ رجالٌ كهول ونساء محجبات. وللأسف أكثر سائقي المركبات منشغلون بالنظرِ في أشياءَ أخرى غير الطَّريق، والمشاة في ذيلِ قائمةِ المرئيات والأشياء المنظورة. الواجهاتُ البحريَّة التي يكثر فيها المشاة، وأحيانًا يقطعون الشَّارع، لا يوفر سائق المركبة فيها أكثرَ من دقيقةٍ واحدة مهما كانت السرعة، وذلك لقصر المسافة، فلماذا العجلة؟!

أعطوا فرصةً للماشين، ولا تَسترخصوا الموت! من يمشي - ذكورًا وإناثا - هم راغبون في الحياة ولديهم أحباب ينتظرون عودتهم سالمين، وليس في حسبانهم أن يقيموا لهم عزاء، فقط لأن قائدَ مركبة دهسهم، غير منتبه، أو غير مبال! ولي همستان واحدة في آذانِ المشاة والثَّانية في آذانِ الآباءِ والأمَّهات:

للمشاة: إذا رغبتَ في قطعِ الشَّارع، تمهل ولا تقطعه في حالِ كانت هناك مركبةٌ قادمة، وإن كنت في خطّ المشاة. تأكد أن تنظر في عيني السَّائق وينظر في عينيك ويفهم أنك سوف تقطع الشَّارع. وإلا انتظر، فأغلب سائقي المركبات - للأسف - عيونهم تنظر إليك وقلوبهم في أماكنَ أخرى!

لكلّ أبٍ وأم: ”كلُّ امرئٍ مسؤولٌ عمَّا ملكت يمينه وعياله“ حدثوا أبنائكم وبناتكم الذين يقودون سيارة، وحثّوهم على أن يلتزموا النظامَ والسَّلامة وأن يحترموا كلَّ ذي نفس، إنسانًا كان أم حيوان.

مستشار أعلى هندسة بترول