آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:39 م

دقَّة بدقَّة.. ولو زدتُ زادَ السقَّاء!

المهندس هلال حسن الوحيد *

يحكى أن تاجرًا جاءته امرأة لتشتري منه، ولما دخلت المرأةُ الدكان وضعَ الرجلُ يده على يدها. ولأن المرأة عفيفة نظيفة، خرجت مسرعةً من الدكان. عاد التاجر في المساءِ إلى بيته ليجد زوجته غاضبةً مستاءة. ألحَّ عليها أن يعرفَ سبب غضبها فقالت له: هل تصدق أن السَّقاء السَّخيف الذي استأمناه سنواتٍ ليجلب لنا الماء، وضع يده على يدي اليوم؟ عندئذٍ تذكر الرجلُ ما فعلَ - هو - بالمرأة فقال لزوجته: دقَّة بدقَّة ولو زدتُ زادَ السقَّاء!

تقول هذه قصَّة من أوهامِ وخيالاتِ القصَّاصين؟ لعلها، لكن أليس من الطبيعي إذا غششتُ فهناك من يغشني، وإذا اعتديتُ على عِرض غيري هناك من يعتدي على عِرضي، وإذا صرتُ لصًّا هناك لصٌّ كامنٌ ليسرقني، وهكذا دواليك دقَّة بدقَّة، في كلِّ شيء!

من حُلقت لحيةُ جارٍ له... فليسكب الماءَ على لحيته

هذا التَّاجر يمكن أن يكون شخصًا جالسًا في بيته - أمام حاسوب أو هاتف - يحاول اصطيادَ فريسةٍ ليست له، أو في الشَّارع أو في العمل. ثم ماذا؟ إذا لم يستوحش رب البيتِ من وضعِ يدهِ على يدِ امرأة غيره، غابت القدوةُ الحسنة وأطلع الشَّيطان رأسه! قال رسول الله ﷺ: ”كان أبي إبراهيم عليه السَّلام غيورا وأنا أغير منه، وأرغمَ الله أنفَ من لا يغار من المؤمنين“.

إذا كان ربّ البيتِ بالدفِّ ضاربًا... فشيمةُ أهل البيتِ كلهم الرقصُ

عفَّة المرأة وغيرة الرّجل سلعتان في سوقِ المحامد من أغلى السلع! عن أبي عبد الله «عليه السَّلام» قال: كانت امرأة علي عهد داود يأتيها رجلٌ يستكرهها على نفسها فألقى الله عزّ وجل في قلبها فقالت له: إنك لا تأتيني مرَّة إلا وعند أهلكَ من يأتيهم قال: فذهب إلى أهلهِ فوجد عند أهله رجلًا فأتى به داودَ «عليه السَّلام» فقال: يا نبيّ الله وجدتُ هذا الرّجل عند أهلي فأوحى الله إلى داود قل له: كما تدين تُدان.

”يا موسى عفّ يعف أهلك“، فلا السقَّاء يضع يده على يدِ امرأةِ غيره ولا التَّاجر ولا العامل. معادلة رياضيَّة أحادية المجهول: إذا عفّ الرجالُ عفَّت النِّساء ”عفوا عن نساءِ النَّاس تعفّ نساؤكم“.

مستشار أعلى هندسة بترول