آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

المتشنجون

زكي بن علوي الشاعر

كتبت في جهينة، وكان أول ما كتبت دفاعًا عن رسم المصحف الشريف، وقد رد عليَّ بعض الأحبة من أبناء وطني: المملكة العربية السعودية؛ بل من أبناء القطيف التي ولدت فيها، وقالوا: إن آية الله: الشيخ محمد هادي معرفت وآية الله العظمى: الشيخ ناصر مكارم الشيرازي قد أثبتا أن في المصحف المطبوع في مجمع الملك فهد أخطاءً إملائية؛ ولٰكن العجب من هٰذين الشيخين الآيتين أنهما لم يذكرا أن المصحف المطبوع في بلادهما هو نفسه الذي طبع في بلادنا، وفي مصر، وغيرهما من البلدان العربية والإسلامية؛ فلم التركيز على المجمع السعودي المذكور؟!

اطلعت علىٰ ما كتب الشيخان المذكوران، وعزمت على الرد عليهما.

ولا بأس إن خالف عالم عالمًا آخر؛ فالعلماء يخالف بعضهم بعضًا، ولكل دليله - إن كان من أهل الدليل - فإن رأىٰ أحدهم أو بعضهم أن عالمًا أو مفكرًا أو خطيبًا أو كاتبًا أخطأ في رأيٍ أو مسألة فقهية أو عقدية أو تاريخية أو غير ذٰلك، فالساحة العلمية رحبة، والمجال مفتوح للجميع، ونحن العامة نأخذ بما يقرره علماؤنا، بعد أن يناقشوا المسألة / المسائل المختلف فيها، ويتفقوا علىٰ رأيٍ، أو يتقاربوا ويجدوا أرضًا علمية مشتركة، وينصحونا بما تقتضيه الحكمة، وما يحكم به العقل، والشرع مقدم والدين مقدم؛ ولٰكن ينبغي أن يثبتوا أن هٰذه المسألة من الدين والعقيدة، لا أن نتراشق ونتنابز، وقد نهانا الله تعالىٰ عن هٰذه الأمراض النفسية، في صريح كتابه، وصريح سنة نبيه وآله، صلى الله عليهم.

لقد طلبت من الذين ذهبوا مذهب الشيخين «معرفت ومكارم» أن يقرأوا قراءة رعاية، لا قراءة رواية؛ فإن رواة العلم كثير، ورعاته قليل، كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

ليس كل ما يكتبه الشيخ فلان والسيد علان - وإن كانا من آيات الله في العالمين - صحيحًا ثابتًا غير قابل للنقاش والنقد والأخذ والرد!

كل ما نريده: أن نصل إلى الحق، ما أمكننا أن نصل.

وأخيرًا؛ أريد أن أذكر - وأنا مشفق علىٰ أهل بلدي الحبيب - أن هنالك من «حظرني في الواتساب وغيره»، بعد أن كان من محبِّيَّ ومقدرِيَّ ومجلِّيَّ ومحترِمِيَّ والمرحبين بي، بعد أن كتبت ذٰلك المقال في جهينة، وقد أتمها خطيب مبتدئ أخطأ في بيت من الشعر يوقع في مزلق عقدي - وهو ممن يصحب من يذودون عن العقيدة - ولٰكنني عندما انتهىٰ من مجلسه المبارك بمناسبة ذكرىٰ مولد الإمام العسكري - صلوات الله عليه - استوقفته؛ لأصحح له خطأه، فلم يقف، وناديته فلم يجب.

ولعلي أوفق فأعود في مقالات قادمة لأتم الحديث عن هذا الموضوع.

غفر الله لكم جميعًا، وكل عام وأنتم بخير.