آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 12:12 م

أكلات بحريّة!

ليلى الزاهر *

تتمحور قصة اختلاف الرأي في المقارنة بين ما يعجبني وما يعجبك وإبراز ذلك بشكل حوار جميل مُحبب للنفس دون أن تتأزم الأمور بيننا؛ لأنه كلّما أوضحت لي تجربتك المختلفة عني أضفتُ خبراتك لجعبتي، وجمعتُ عقلك لعقلي.

لم أبرح يوما من مكاني، ويومي، وغدي دون حمْل فائدة من كلمة قرأتها مخالفة لرأيي، بل لابد أن يلوّح أحدهم بيديه لي مخالفا أو متفقًا معي وهذا هو عنوان مسيرة المرء في الحياة.

يقول كونفوشيوس: «استفد من جميع الناس، الكبير والصغير، العالم والجاهل، ولا تحتقر رأي أحد مهما كان، فقد يكون لديه من سداد الرأي ما يفوق تصورك».

قد تخجل من طرح رأيك المخالف للرأي العام وتعتقد أن الجميع سوف يخالفك الرأي وتأتي المفاجأة أن هناك الكثير من الذين يشدون على يديك إيجابًا لا سلبا.

وأن ترددك في طرح رأيك كان حدثا مدهشًا لدى أحدهم عندما صرح به. ذات يوم كنت أستمع لمذيع في إحدى القنوات التلفزيونية صرح لأحد ضيوفه قائلًا:

أنا لا أخشى أحدًا من المصريين أو العرب الذين يعشقون صوت أم كلثوم عندما أجاهر بانزعاجي من سماع صوتها فأنا لا أحب سماع صوتها مطلقًا!

ومما أثار دهشتي ظهور فئة من الناس كانت من المؤيدين له وقد ناصروه في رأيه، بينما دخل معه البعض في نقاشات حربية.

إن التباينات بين شخصين هي نتيجة طبيعية لاختلافهما في التكوين البيئي والثقافي والاجتماعي مما جعلني في هذا السياق أميل للقول بأنني لا أحب سمك الصافي أو سمك الميد الذي يعشقه السواد الغالب من الناس في منطقة القطيف بينما أميل لأكل الكنعد ويستهويني سمك السلمون.

وأكاد أجزم بأن هناك الكثير من الناس لا يعشقون الأكلات البحرية، وأن الكثير سوف يعارضني ولكن عزائي أن اختلاف الأمزجة والأذواق لا يفسدان للود قضية كما أنّ ثقافة التعايش في أجواء الاختلاف أمر مسلّم به في كل المجتمعات والعلاقات الإنسانية المختلفة؛ ومن المستحسن لنا ألا نفقد شخصًا عزيزًا على قلوبنا باختلاف وجهات نظرنا، وليس من ريبٍ بأن هدفي رِبْحي لك وليس خسارتك!

يقول غاندي: «الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء».