آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 4:24 م

الشيخ الصفار: التيار الديني الإصلاحي يحمل قلقًا على نقاء الدين وسمعته

جهات الإخبارية

قال الشيخ حسن الصفار إن التيار الديني الإصلاحي يحمل مشروع تنقية التراث ونشر الوعي، ويقلقه تشويه سمعة الدين واحتواء أبناءه من الأجيال الجديدة.

وتابع: المجتمع الواعي لا يقبل التصرف السيء من طرف تجاه آخر.

جاء ذلك ضمن برنامج حوار العلماء الذي استضافه مأتم السيدة خديجة بالمنيرة شرقي السعودية.

وبث عبر قناتها مطلع الشهر المنصرم.، بإدارة عبدالله محمد آل داوود. 

وأوضح الشيخ الصفار أن الاتجاه الإصلاحي يحمل قلق وجود انحرافات أو أخطاء، تمثّل وجهات نظر عند علماء سابقين وبعض الأوساط، وألفها الناس وساروا عليها، لكنها تشكل فهما أو سلوكًا خطأً.

وتابع: ”السكوت على هذه الأخطاء والاستمرار فيها وخاصة مع التحديات المعاصرة يُنتج أضرارًا كبيرة على المذهب والدين“.

وأضاف: نحن نؤمن بأن باب الاجتهاد مفتوح فمن الممكن أن تكون هناك وجهة نظر أخرى ترى أن هناك ما هو أصح.

ومضى يقول: سمعة الدين والمذهب تواجه تحديات كبيرة خاصة مع التطورات الجديدة في العالم، فقد أصبحت عند الجيل الجديد من أبناءنا تساؤلات وإشكالات، فلابد أن تكون هناك إجابة على هذه الإشكالات.

وتابع: ”الإشكالات لا تعالج كلها في إطار التبرير وإن ما لدينا كله صحيح، في بعض الأحيان يقتضي الأمر الاعتراف بأن هناك شيئًا من الخطأ، أو على الأقل أن هناك ما كان مناسباً لعصرٍ مضى، ينبغي أن يتغير، وأن يتجدد“.

وأضاف: إذا لم يكن هناك تجديد أو تغيير فإننا نخاف على أبناءنا أن تهتز ثقتهم بدينهم ومذهبهم.

وعن الحل كما يراه قال: الحل هو إتاحة الفرصة للطرفين الإصلاحي والمحافظ، وكل طرف يقدم أفضل ما عنده.

وأبان أن على الاتجاه المحافظ الاجتهاد في تقديم أفضل أدلته، وأفضل براهينه على آرائه ومواقفه، وأن يجتهد في تأصيل وتأكيد ما يعتقد به ويؤمن به.

وتابع: وتتاح للطرف الإصلاحي الفرصة أن يجتهد وأن يقدم أطروحاته.

وأضاف: بهذه الطريقة نستطيع أن نخلق حالة من التوازن، وأن نتيح الفرصة للمكاسب، بحيث يكون هناك تكامل بين الاتجاهين.

ورفض الشيخ حسن الصفار أن تكون لطرف وصاية على الآخر، فيرى أحد الطرفين أحقيته وحده بالتعبير عن الدين، ولا مجال للرأي الآخر، هذا لا يمكن ولا يصح.

وتابع: الوصاية تمثل انتزاعًا لحق الطرف الآخر في أن يعبّر عن رأيه. - 

وتساءل: من الذي أعطاك الوصاية على الدين، فأنت تعبر عن رأيك والآخر لا يعبر عن رأيه؟ مبينًا أن هذا الحق لا يستطيع أن يحتكره أحد لنفسه وينتزعه من الآخر.

ومضى يقول: إذاً الحل هو إتاحة الفرصة لكي تطرح كل جهة رأيها، والساحة هي الحكم، والناس هم الذين يختارون، ولا يصح إلا الصحيح.

وتابع: علينا أن ننطلق من حسن الظن بالنيات، ومشروعية القلق لكل طرف من الأطراف، حتى نستطيع تجاوز هذه الحالة.

وأضاف: هذا الصراع مستمر، ولا يوجد وقت من الأوقات في تاريخنا لم يكن فيه مثل هذا الاختلاف.

وأبان أن الاختلاف حصل بين كبار العلماء فالشيخ الصدوق ألّف كتابًا اسمه «الاعتقاد»، ثم جاء الشيخ المفيد وكتب: «تصحيح الاعتقاد» وسجّل ملاحظات عقدية على ما طرحه الشيخ الصدوق.

وتابع: لا يصح للشيخ الصدوق أن يمنع المفيد من أن يطرح رأيه، ولا يحق للشيخ المفيد أن يتنكر لجهود الشيخ الصدوق وآرائه العلمية.

وأضاف: على كل طرف أن يقول: هذا اجتهادي وذاك اجتهاده.

وأشار إلى مخالفة المرجع السيد السيستاني لبعض آراء أستاذه السيد الخوئي، ومناقشته لها، وافتاءه بفتاوى تختلف عن فتاويه في موارد عديدة.

ودعا أن يكون لكلا الطرفين المحافظ والإصلاحي حق بأن يطرحا رأيهما، وأن يُعبرا عن تحفظاتهما وقلقهما

لمشاهدة الحوار: