آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

إنترنت الحب والكراهية

كاظم الشبيب

أضاف عالم الانترنت، المفتوح للجميع، على الحب والكراهية، تأثيرات لا يمكن التغاضي عنها، سواءً عند نشوء قصة حب جديدة مع استمرار جذوتها أو انتهاء فصولها من جهة، أو من وجه أخر، عند نشوء بذرة كراهية واشتعال نارها أو إخماد مفاعيلها. فالتعارف والزواج من خلال مواقع التواصل أصبح متاحاً لكل البشر، وبث الكراهية من خلال الانترنت أمسى فضاءً قابلاً للاستغلال في كل لحظة. ولا يخفى على الجميع حجم التباين في وجهات النظر حول تقبل الموضوع في العالم أو رفضه.

فاليوم، من زاوية تشكيل علاقات التعارف والزواج وما بينهما من محطات، "يُعد الإنترنت تكنلوجيا نفسانية فائقة، بمعنى أنها تفترض سلفاً فهماً نفسياً للذات، وتحث على النمط النفسي للتواصل الاجتماعي. وقد تأكد هذا من خلال دراسة كبيرة للعلاقات التي تشكلت على الإنترنت على يد عالمي النفس الاجتماعي ماكينا جرين وجليسون، اللذين يحاججان بأن الناس يمكنهم أن يكونوا روابط ذات معنى على الإنترنت.

و”يُهيكل الإنترنت البحث عن شريك باعتباره سوقاً، أو، لنكن أكثر دقة، يُرسمن البحث عن شريك في شكل عملية اقتصادية: فالإنترنت يحول الذات إلى منتج مُعلب يتنافس من منتجات أخرى في سوق مفتوحة ينظمها قانون العرض والطلب، فهو يجعل اللقاء نتيجة مجموعة مستقرة من التفضيلات إلى حد ما، ويجعل عملية البحث عن شريك مقيدة بإشكالية الكفاءة، ويُهيكل الإنترنت اللقاءات على أنها منافذ سوقية، ويُلحِق، إلى حد ما، قيمة اقتصادية للبروفايل «أي للأشخاص» ويجعل الأشخاص قلقين حيال قيمتهم في سوقٍ مهيكلة كهذه، وحريصين على تحسين وضعهم في هذه السوق. وأخيراً، يجعل الإنترنت البشر على وعي بدرجة عالية لجوانب تكلفة - وأرباح بحثهم هذا، سواء من حيث الوقت وبمعنى أنهم يريدون تضخيم سمات الشخص الذي عثروا عليه“. [1] 

لذلك، باتت عمليات التعارف، كطريق للحب من خلال الانترنت، حالة قائمة في المجتمعات الغربية، ولا يمكن أن نستثني منها المجتمعات العربية والاسلامية السائرة في ذات الطريق بشكل أو بآخر، وإن على استحياء وتردد، أو مع محاولة غالبيتنا عدم الاعتراف بوجودها. هذا النوع من العلاقات يجعل الحب، والزواج أيضاً، عُرضة للنجاح والفشل في آن واحد، كما تؤكد الدراسات التي سنتعرض لبعض مقتطفاتها لاحقاً. وللموضوع تتمة قادمة. في المقطعين المرفقين إفادة للموضوع، مع بعض التحفظ: حب عبر الانترنت، تجارب فاشلة أم علاقات ناجحة؟


حب أونلاين، الزواج عن طريق الانترنت، تقرير:

[1]  حميميات باردة، إيفا إيلوز، ص 126 وص 150