آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:16 م

عندما يختلف الأبوان حول علاج طفلهما؟

على الرغم من أن الأغلبية الساحقة من الآباء والأمهات لا يوجد بينهما اختلاف حول الخطط العلاجية لأبنائهم، والتي وضعها لهم ذوو الاختصاص، إلا إنه في موارد عدة نجد تباينا وتناقضا بين الأب والأم حول هذا الجانب، وهذا التناقض والاختلاف له شواهد عدة.

أولا: الخروج ضد المسؤولية:

معظم حالات إخراج الطفل من المستشفى ضد توجيهات الطبيب المختص تكون من قبل الآباء، وفي حالات قليلة تكون من قبل الأمهات، وفي هذه الحالة يكون أحد الأبوين غير راض باتخاذ هذا القرار الذي يشكل خطرا على صحة الطفل، لكن الطرف الآخر يتخذ القرار وويرغم الطرف الآخر «الأم غالبا» على الموافقة.

ثانيا: التجوال بالطفل بين مستشفى وآخر:

أشد أضرار هذا الاختلاف بين الأبوين عندما يكون الطفل منوما بأحد المستشفيات بأحد الأمراض الشائعة كالتهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي وما شابه ذلك، ولم يكن هناك خلل في الخطة العلاجية المعطاة للطفل، ويصر الأب على إخراجه بهدف أخذه إلى مستشفى أو مركز صحي آخر، مع عدم اقتناع الأم بقرار الأب في هذا المورد.

ثالثا: رفض بعض الفحوصات الطبية:

يتطلب علاج الطفل في بعض الموارد إجراء بعض الفحوصات الطبية، نحو تحليل السائل النخاعي الشوكي لاستبعاد احتمالية «التهاب السحايا «الحمى الشوكية»، وهنا تكون الأم موافقة على هذا الإجراء، ولكن الأب يكون معارضا - مع شرح الموضوع كاملا له - فيمنع الأم من التوقيع بالموافقة ويهددها في بعض الأحيان بأمور معينة إن وافقت.

عدم الموافقة هذه لها مخاطر عدة، فالتهاب السحايا لا يمكن تشخيصه ومعرفة نوعه إلا من خلال هذا التحليل، حيث أن التهاب السحايا

أنواع عدة، وتحليل السائل الشوكي يفيد في تشخيص الحالة من جهة وكذلك تحديد الميكروب والمضاد المناسب له حسب نتيجة المزرعة للعينة من ناحية أخرى.

رابعا: عدم استخدام الأدوية لبعض الأمراض المزمنة كالربو مثلا:

تأتي الأم إلى العيادة، وعند أخذ تفاصيل عن حالة طفلها، يتبين أنه تعرض لعدة نوب تنفسية في الفترة السابقة مع أنه تم صرف علاجات له بهدف منع حدوث تلك النوب، ويتضح لنا من أخذ المعلومات أنه واقعا إما أنه لم يأخذها من البداية، أو أنه أخذها إلى انتهت الكمية المصروفة ولم يعاد صرفها.

وبالسؤال مرة أخرى عن السبب في ذلك - أي عدم مواصلة العلاج - تفيد الأم أن الأب غير مقتنع أن الربو لديه ربو، وأنه لا يؤمن بأنه بحاجة إلى هذه العلاجات.

وأشد من ذلك في حالات الانفصال الزوجي، عندما يكون الطفل عند الأب لأيام معينة، فإنه يوقف استخدام العلاجات لطفله، مما يؤدي

إلى تفاقم أعراض الربو لديه.

وتفسر الأم هذا التصرف في تلك الحالة بأنه انتقام من الزوج منها، كي تتاذى نفسيا عندما ترى طفلها يعاني من أزمة تنفسية وقد تضطر إلى تنويمه.

خامسا: عدم الإيمان بأن بعض الأمور لها ارتباط بزيادة أعراض بعض الأمراض:

حيث نلاحظ أيضا ازدياد أعراض الربو لدى بعض الأطفال مع أنهم يأخذون علاجاتهم بانتظام، وبتقصي الحالة يتضح أن السبب يكمن في تدخين الأب في نفس المكان الذي يكون الطفل موجودا فيه، فمن المعلوم أن التعرض لدخان السجائر من أبرز العوامل التي تجعل السيطرة على الربو صعبا، لأنه يزيد من شدة الالتهاب.

سادسا: إيقاف المتابعة بالعيادات الخارجية:

وهذه نلاحظها بشكل أشد في حالات الانفصال الزوجي، عندما يكون الطفل يوم الموعد عند الأب، فلا يحضره إلى العيادة للمتابعة وتقييم حالته وتقييم استجابته العلاجية لإجراء تعديلات عليها، فيفوت الطفل ذلك الموعد.

سابعا: تأخير إحضار الطفل إلى العناية الطبية عندما يكون الطفل مريضا:

يحدث هذا في بعض الموارد، كاليرقان لدى حديثي الولادة والحميات حيث يتأخر إحضار الطفل المريض إلى المستشفى،؛ الأم كانت ترغب بإحضار الطفل مبكرا، لكن الأب كان يرى خلاف ذلك، وأن ما لدى الطفل مشكلة بسيطة لا تتطلب أخذه بهذه السرعة إلى المستشفى، وقد ترتب على ذلك مضاعفات خطيرة كالإعاقة العقلية والحركية في حالة اليرقان وكون التشخيص الذي كان سبب الحرارة هو الحمى الشوكية؛ في هذا المورد غالبا كان الجهل بخطورة المشكلة هو السبب، ولم يكن الهدف إلحاق ضرر بالطفل، وكان ينبغي في مثل هذه الحالة استشارة ذوي الخبرة.

استشاري طب أطفال وحساسية