آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

ما إذا يرغب الناس في أن يستنيروا بالمعلومات أو يبقوا جاهلين بها يرجع إلى ثلاثة عوامل

عدنان أحمد الحاجي *

3 ديسمبر 2021

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 355 لسنة 2021

Whether people inform themselves or remain ignorant is due to three factors

3 December 2021

يقرر الناس ما إذا كانوا سيسعون إلى أو يتفادون الحصول على معلومات تخص صحتهم ومواردهم المالية وسماتهم الشخصية بناءً على اعتقادهم في كيف تؤثر في مشاعرهم وفي مدى فائدتها لهم وما إذا كانت تتعلق بالأشياء التي هي موضع اهتمامهم كثيرًا، هذا ما وجدته دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كوليدج لندن UCL.

يندرج معظم الناس في واحد من ثلاثة ”أنواعَ بحثٍ عن المعلومات“ وفقًا للنتائج المنشورة في مجلة Nature Communications «انظر [1] »:

• أولئك الذين يأخذون في الاعتبار تأثير المعلومات في مشاعرهم حين يتخذون قرارًا ما إذا يرغبون في الحصول عليها،

• وأولئك الذين في الغالب يأخذون في الاعتبار مدى فائدة المعلومات في اتخاذهم القرارات،

• وأولئك الذين يبحثون في الغالب عن معلومات عن أمور بهتمون بها كثيرًا.

”في الوقت الحاضر، هناك كميات هائلة من المعلومات متاحة للناس، تتراوح من معلومات متعلقة بالتركيب الجيني إلى معلومات متعلقة بالقضايا الاجتماعية والاقتصاد،“ كما قالت المؤلفة الرئيسة المشاركة البروفسورة تالي شاروت Tali Sharot، باحثة في علم النفس وعلوم اللغة في مركز ماكس بلانك للطب النفسي الحوسوبي وأبحاث الشيخوخة في بجامعة كوليدج لندن. أردنا معرفة:

• كيف يقرر الناس ما يرغبون في معرفته؟

• ولماذا يسعى بعضهم بنحو فعّال للحصول على معلومات، على سبيل المثال، معلومات بخصوص لقاحات فيروس كوفيد والتفاوت في القدرات المالية وتغير المناخ، وآخرون لا يسعون في ذلك؟

”المعلومات التي يقرر الناس الحصول عليها لها آثار مهمة مترتبة على صحتهم ومواردهم المالية وعلاقاتهم مع غيرهم. من خلال معرفة السبب الذي يجعل هؤلاد الناس تختار الاستنارة بالمعلومات تمكنا من تطوير طرق لإقناعهم بتثقيف أنفسهم في هذا المضمار.“

أجرى الباحثون خمس تجارب على 543 مشاركًا في البحث، لقياس العوامل التي تؤثر في البحث عن المعلومات.


 

في إحدى هذه التجارب، سُئل المشاركون عن مدى رغبتهم في معرفة المعلومات المتعلقة بصحتهم، كما إذا كان لديهم جين يؤدي إلى احتمال اصابتهم بمرض الزهايمر أو جين يمنحهم جهازًا مناعيًا قويًا. في تجربة أخرى، سُئلوا عما إذا كانوا يريدون الاطلاع على معلومات مالية، كأسعار الصرف أو ما هي شريحة النسبة المئوية للدخل التي يُصنفون ضمنها، وفي تجربة أخرى، ما إذا كانوا يرغبون في معرفة كيف صنفت أسرهم وأصدقاؤهم سمات شخصيتهم، كالذكاء والكسل، التي تميزهم. لاحقًا، سُئل المشاركون عن اعتقادهم بمدى فائدة المعلومات لهم، وكيف توقعوا أن تؤثر في مشاعرهم، وكم مرة يفكرون في كل موضوع هم بصدده.

وجد الباحثون أن الناس يختارون البحث عن المعلومات بناءً على هذه العوامل الثلاثة: المنفعة المتوقعة ومدي التأثير في المشاعر، وما إذا كانت هذه المعلومات لها علاقة بأشياء يهتمون بها كثيرًا. هذا النموذج الثلاثي العوامل هو أفضل ما يفسر قرارات البحث عن المعلومات أو تفاديها مقارنة بمجموعة من النماذج البديلة الأخرى التي اُختبرت.

كرر بعض المشاركين هذه التجارب عدة مرات، بفارق أشهر بينها. وجد الباحثون أن معظم الناس يعطون الأولوية لأحد الدوافع الثلاثة «التأثير في المشاعر والنفع المُتوخى ومدى التفكير فيها والاهتمام بها» على الدوافع الأخرى، وأن ميلهم المعين ظل ثابتًا نسبيًا عبر الزمن والمجالات، مما يشير إلى أن ما يدفع كل شخص للبحث عن المعلومات هو شيئ شبيه `بسمة شخصيته'.

في تجربتين، قام المشاركون أيضًا بملء استبيان لقياس مدى صحتهم العقلية العامة[2] . وجد الباحثون أنه عندما سعى الناس للحصول على معلومات عن سمات الشخصية، فإن المشاركين الذين في الغالب أرادوا معرفة السمات التي كانوا يهتمون بها كثيرًا، أفادوا في الاستبيان عن صحة عقلية أفضل.

”بمعرفة دوافع طلب الناس للمعلومات، قد يتمكن صانعو السياسات والمشرعون من رفع احتمالية تفاعل الناس مع المعلومات الحيوية والاستفادة منها،“ كما قال المؤلف المشارك وطالب الدكتوراه كريستوفر كيلي Christopher Kelly، من قسم علم النفس وعلوم اللغة في مركز ماكس بلانك للطب النفسي الحوسبي وأبحاث الشيخوخة في جامعة كوليدج لندن. على سبيل المثال، لو سلط صانعو السياسات الضوء على الفائدة المحتملة لرسالتهم التي يوجهونها للناس والمشاعر الإيجابية التي قد تثيرها هذه الرسالة، فقد يحسِّنون من فعالية وتأثير هذه الرسالة.

”قد يساعد هذا البحث أيضًا صانعي السياسات والمشرعين على تحديد ما إذا كانت المعلومات، على سبيل المثال، المعلومات المكتوبة على ملصقات عبوات الأغذية، بحاجة إلى أن يماط عنها اللئام للمستهلكين، وذلك بوصف كيف تساهم هذه المعلومات في التقييم الكامل لتأثير المعلومات في رفاهيتهم. في الوقت الحالي، يتجاهل صانعو السياسات تأثير المعلومات في مشاعر الناس أو في قدرة هؤلاء على فهم العالم من حولهم، ويركزون فقط على ما إذا كانت المعلومات يمكن أن توجه القرارات التي يصدرونها“.

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - https://www.nature.com/articles/s41467-021-27046-5

[2] - ”الصحة العقلية تتضمن عافيتنا العاطفية والنفسية والاجتماعية. وهي تؤثر في طريقة تفكيرنا ومشاعرنا وتصرفاتنا. كما أنها تساعدنا في تحديد كيف نتعامل مع التوتر التفسي وكيف نتواصل مع الآخرين ونتخذ قرارات. الصحة النفسية مهمة في كل مرحلة من مراحل الحياة، من مرحلة الطفولة والمراهقة حتى مرحلة الرشد.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.mentalhealth.gov/basics/what-is-mental-health

المصدر الرئيس

https://www.ucl.ac.uk/news/2021/dec/whether-people-inform-themselves-or-remain-ignorant-due-three-factors