آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

قراءةٌ في كتابِ ”الكلمةُ الطيبةُ“ لمؤلفهِ الأستاذ حُسَيْن الدخيل

ناجي وهب الفرج *

مِنْ دواعي وعناصرِ جذبِ وشوقِ القارئ لقراءةِ كتابٍ أو مقالٍ؛ هو سهولةُ اللغةِ وسلامتها وما تضمهُ من مادةٍ رصينةٍ تضيفُ للقارىء ما يفيدهُ ويكسبهُ خبراتٍ وتجاربِ في هَذِهِ الحياةِ، يبرزُ مِنْ خلالها المؤلفُ مشاعرَ إنسانيةٍ رفيعةٍ فيِّاضةٍ، يتماهى الكاتبُ فيها مع مجتمعهِ ويذوبُ فيهِ ولا يتمحورُ حولَ ذاتهِ، ويتفانى لخدمتهِ كاسرًا الحواجز بكافةِ أنواعها، فيرى أنّ نهوضَ مجتمعهِ ومَنْ يعيشُ معهم هو إنجازٌ ونجاحٌ لهُ منطلقًا مِنْ قولِ الحق سبحانهُ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا [الكهف 30]

هذا ما نلمسهُ حينَ نتناولُ كتابَ أستاذنا العزيزِ، الأستاذُ حُسَيْن الدخيل ”أبي علي“ - حرسهُ اللهُ بعينهِ التي لا تنامُ - ”الكلمة الطيبة“.

فقد وزعَ كاتبنا العزيزُ فصولَ كتابهِ على محورينِ؛ تناولَ في الجانبِ الأولِ منهُ مقالاتٍ متنوعةٍ ضمتْ الكثيرَ مِنْ الخبراتِ والتجاربِ والتوثيقِ والمعلوماتِ المفيدةِ، أما المحورُ الثاني فقد ركزَ فيهِ على شخصياتٍ مجتمعيةٍ مؤثرةٍ في المجتمعِ وبيّنَ ما كَانَتْ تلعبهُ مِنْ دَوْرٍ بنّاءٍ في خدمةِ بلدِهم ومجتمعِهم، وكأن ما أرادَهُ المؤلفُ أنْ يوصلَ طريقةً سَلِسَلةً مِنْ طرقِ التعلّمِ للقارئ وهو تعلّمُ النمذّجةِ؛ وهو تعلّم مِنْ طرقِ التعلّمِ الفاعلةِ في تأصيلِ المبدأ والهدفِ عندَ المُتعلّمِ.

كما ركزَ على الدورِ الذي تلعبهُ الجهاتُ الخدميةِ في بلدهِ في ذهنِ القارئِ، وتعميقِ ارتباطِ ومساندةِ الأهالي لهذهِ الكياناتِ، سواءً كَانَتْ جمعيةً أو ناديًا، مبرزًا أيضًا ما تقومُ بهِ بعضُ الجهاتِ التطوعيةِ وتطلعُ عليهِ مِنْ دورٍ فاعلٍ كجماعةِ ديوانيةِ الغنامي التي تتعدى أنشطتها حدودَ محيطها الذي تعيشُ فيهِ.

يتعدى اهتمامُ مؤلفِ الكتابِ محيطهُ المحلي ليشاركَ في مناسباتٍ وفعالياتٍ على مستوى المحافظةِ والوطنِ إيمانًا منهُ بإنَّ عَمِلَ الخيرِ لا يحدهُ حدٌ، وإنَّ اكتمالَ العملِ لا يتأتى إلا بالتكاملِ والتواصلِ مع الآخرينَ..

فقد غطى الكاتبُ في كتابهِ الذي يقعُ في ثلاثمائةِ وثمانِ صفحاتٍ جُلَّ المواضيعِ سواءً كانتْ دينيةً أو رياضيةً أو معلوماتٍ إثرائيةٍ وكياناتٍ خدميةٍ وجماعاتٍ تطوعيةٍ ومجالسَ الذكِرِ، مُعطيًا صورةً مبسطةً وشاملةً عن كلِ ما تطرقَ إليهِ.

نتأملُ منهُ في قادمِ الأيامِ أنْ يُمتعنا بالكثيرِ مِنْ إبداعاتهِ، فهو مُتابعٌ نهمٌ لكلِ مَنْ حولهُ ومهتمٌ وشغفٌ في إبرازِ الحسِ الإنساني المتدفقِ.

وفقهُ الله لعملِ الخيرِ، وأجزلَ لهُ مِنْ الثوابِ أحسنهُ.

نائب رئيس مجلس إدارة جمعية العوامية الخيرية للخدمات الاجتماعية