آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

كسر الرتابة

المهندس أمير الصالح *

معظم بل كل الناس، لا سيما الشباب، تبتعد عن الشخص الممل. ما هو تعريف الشخص الممل؟ ما هي الرتابة المؤدية إلى الملل؟ كيف يتسلسل الملل لأي تجمع أسري أو عائلي أو مدرسي أو عمالي؟!

الشخص الممل قد يكون هو شخص يعيد سرد ذات الموضوع مرارًا وتكرارًا بلا هدف أو بدون فن قيادة فى إدارة شؤون الحياة أو إيجاد حلول. وقد يكون شخص يحب نفس الأشياء القديمة والسواليف القديمة ولا يريد أبدًا تجربة أشياء جديدة في الحياة ويفرض تلك الرؤية على الآخرين من حوله. وقد يكون شخص متشائم أينما حل ويعيد ويكرر نفس المواضيع دون أي ابتكار أو تحسين أو طرح مبدع أو معالجات ناهضة.

في بعض المجاميع البشرية يتسلل الملل بسبب:

  •  محادثات عابرة وعلى مستوى سطحي ضحل وتندر متكرر دون أي معالجة أو إطلاق لاي مبادرة
  •  عدم وجود دوافع للتحسين والتطوير
  •  اختفاء روح الدعابة الممزوجة بالاحترام
  •  قلة الانضباط
  •  انعدام الأصالة
  •  اختفاء الأهداف واختفاء الشغف
  •  كثرة المجاملات والمحاباة
  •  طرح أسئلة تافهة وغير هادفة

لنتذكر أن الاشخاص المملين عندما لا يكون لديهم دافع، ولا أهداف، ولا طموح، فحتمًا يفقدون معنى كبير من معان الحياة بشكل عام ويصبح الروتين نمط حياتهم وتتساوى أيامهم الماضية بأيامهم الحالية ولا جديد يرتجى في أعمالهم ولن تفقد شيء إن رجعت لهم بعد حينٍ من الدهر.

الأب «و كذلك الأم» الممل إن لم ينجح في كسر حاجز الملل فقد ينقل ذات البلاء لأبناءه وهذه من الأشياء غير الجيد نقلها للابناء والتي إن انتشرت بين العوائل فقد تؤدي إلى وأد أجزاء من المجتمع وتجعله أشبه ببرك راكدة آسنة ومنعزلة ومكتئبة.

إذًا لا بد من كسر الرتابة والتجديد في أنماط الحياة والحفاظ على الأصالة واقتباس أفكار جيدة وخوض تجارب جديدة مع الأبناء وأبناء العائلة والحي والمجتمع لتكون الحيوية والانطلاق في الحياة سمة من سمات أبناء المجتمع وتتقلص مساحة النكد ويدور دولاب السعادة طاويًا مسافات أبعد. رحلات، سفر، جلسات، اجتماعات، لقاءات، حوارات، أفراح، ممارسة رياضة، إطلاق حوار، تبني مبادرات، … كلها أرضيات خصبة للانطلاق نحو حياة مبدعة ونمو نحو الأفضل واكتساب أحباء جدد.