آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 9:00 م

كذب بعض الأبناء

المهندس أمير الصالح *

يعتقد بعض الأبناء المراهقين بأن آباءهم وإخوانهم الكبار لم يلجوا سن المراهقة يوما ما. فيلجأ المراهقون إلى تغطية بعض أعمالهم بجملة أعذار واهية ومضحكة ظناً منهم أن أهاليهم لا يعلمون بخبايا الأمور. أورد معكم بعض اشهر الكذبات التي يطلقها بعض الأبناء المراهقون نتيجة لظروف وعوامل مختلفة:

  •  لا داعي للقلق يا أهلي
  •  أنا لم أعمل كذا وكذا
  •  انتهيت من أداء الواجبات المدرسية وأنا الان سأخرج مع أصدقائي
  •  أنا لم أذهب لهم، هم أتوا لي
  • أنا في بيت صديقي للمذاكرة. والواقع هو في مكان آخر
  •  دعوني لوحدي والواقع أنه على التيك توك
  •  أنا مجهد الآن والواقع أنه كسلان
  • وردني هذا المبلغ هدية من صديقي والواقع أنه مبلغ سلف
  • حصلت على جهاز الجوال الجديد نتيجة لتحدي مع أحد الاصدقاء وكسبت الرهان والواقع أن هناك شيئًا مريبًا يجب أن يتحرك الوالدان بسرعة لكشف الأمور

أورد هنا الأسباب المحتملة لبعض تلكم الكذبات والأعذار الواهية:

  •  الخوف من المعاقبة
  •  الخوف من الحرمان
  • الخوف من التوبيخ
  •  الشعور بالخجل

وأقترح وإياكم بعض المعالجات التي قد تعين الأبناء على الإقلاع عن الكذب على والديهم:

  •  تفادي الضرب أو المعاقبة
  •  تفادي التهديد
  •  تفادي التفاعل السلبي
  •  إفشاء روح الصداقة مع الأبناء
  •  إطلاق مبادرات وأنشطة تفاعلية
  •  إفشاء روح الأمان داخل البيت
  • التعاون بين المدرسة والبيت
  •  دراسة ميزانية الولد الشهرية وإمداده بمبلغ مالي كاف يحفظ ماء وجهه ولا يجعل منه مسرف مبذر
  •  مدارسة الابن في كل سلوك أو قول طارئ عليه ومساءلته: من أين لك هذا؟!

على الأبناء لاسيما المراهقين أن يثبتوا في ذات الوقت أنهم محل الثقة والأمانة والمسؤولية لينعموا بوافر حب الوالدين لهم. الذهاب لأي مكان يثير الريبة أو مجالسة أصدقاء سوء أو اكتساب عادات غير طيبة يجعل الوالدين أكثر حرصًا في استخدام أدوات تربوية تليق بالمقام والزمان. فخسران أصدقاء السوء أولى من حسرات الندم بعد حين. وجهد التحصيل الدراسي الآن أقل ألمًا من ضياع المستقبل. والانضباط في السلوك في الصغر أكثر كفاءة من استحصاله في الكبر. نحن في زمان يحتاج إلى شفافية كاملة بين الأبناء والآباء. قد تحدث بين الفينة والفينة مطبات ومصادمات وتشنجات بين المراهق وأبواه. على الابوان أن يتعاملان مع الحدث بروية ووعي وبصيرة وإن تطلب الأمر استشارة اخصائيون تربويون أو اخصائيون نفسيون. أ يتعلق بجوهرة ثمينة اسمها الابن. وقد يستهين الأبناء بنصائح الوالدين لعدم إدراكهم بكمية المخاطر التي قد تفتك بهم. ولكن الصبر في النصيحة والاصرار على التربية الحسنة من قبل الأبوين هي من شيم الأنبياء البررة.