آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 4:55 م

الأحساء: واحة النخيل والطاقة والإبداع هي واحةٌ لاقتصاد الرؤية «1»

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الاقتصادية

للأحساء تاريخٌ ممتد مع الإبداع، وإلا لولا التحسين المستمر في الإنتاجية كيف كان لاقتصادها أن يتسنم اقتصادات الضفة الغربية للخليج العربي قبل النفط لقرون، كانت خلالها الأحساء تمتلك الاقتصاد الأكبر قيمةً والأكثر تنوعاً. الإبداع الحضاري المتراكم أهلَ الأحساء الانضمام لشبكة المدن الإبداعية العالمية بمنظمة اليونسكو في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية. وهو إرث لصناعات تقليدية وحرفية عمره قرون، فقصة اقتصاد الأحساء لا يختزلهُ التمر، على أهميته.

حظيت الأحساء بزيارة ملكية في نهاية صفر 1438 هجرية، بعد أشهر قليلة من إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن“رؤية المملكة 2030″، والتي قدمها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بقوله:“يسرني أن أقدم لكم رؤية الحاضر للمستقبل، والتي نريد أن نبدأ العمل بها اليوم للغد، بحيث تُعبرّ عن طموحاتنا جميعاً وتعكس قدرات بلادنا. ”ورؤية 2030 هي رؤية طموحة لأمة طموحة، تدفع لحقبة ما بعد النفط وصولاً لتنوعٍ اقتصادي عميق يستحضر مكامن قوة المملكة من: موقع استراتيجي متميز، وقوة استثمارية رائدة، وعمق عربي وإسلامي، وتتحقق ارتكازاً إلى ثلاثة محاور «مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح» ينبثق منها 96 هدفاً استراتيجياً، تنجزها برامج تحقيق الرؤية.

منذ ذلك الوقت، خلال السنوات الست الأولى من عمر الرؤية، تحققت العديد من الإنجازات في مجال التعليم والخدمات العدلية والإسكان والصحة والحج. واجتماعياً - اقتصادياً، أطلقت العديد من الاستراتيجيات الوطنية والقطاعية وانطلقت نحو التنفيذ منها استراتيجية خادم الحرمين الشريفين للابتعاث والاستراتيجية الوطنية للثقافة واستراتيجية قطاع الألعاب والرياضات الالكترونية، استراتيجية صندوق التنمية الوطني، واستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة، واستراتيجية سوق العمل، والاستراتيجية الوطنية للاستثمار، والاستراتيجية الوطنية للصناعة، والاستراتيجية الوطنية للسياحة، واستراتيجية النقل والخدمات اللوجستية، واستراتيجية التقنية المالية على سبيل المثال لا الحصر. ويساند تلك الاستراتيجيات ومن خلفها برامج تحقيق الرؤية تحرك عدد كبير من المؤشرات الكمية، منها ارتفاع مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل لفوق 30 بالمائة، وانخفاض معدل البطالة لما دون 10 بالمائة، إطلاق برنامج صُنِع في السعودية وتسجيل ما يزيد على 1300 شركة فيه و6000 منتج. أكثر من 100 ألف أسرة سكنت مسكنها الأول، وصحياً تأسست شركة الصحة القابضة وبدأ تنفيذ برنامج التحول الصحي ليكون نظاماً صحياً متكاملاً عالي الكفاءة. وسياحياً التقدم إلى المرتبة 33 في مؤشر السياحة العالمي، فيما حققت موانئ المملكة الصدارة بين 370 ميناء. ولا يكتمل السرد إلا بالإشارة إلى المشاريع العملاقة التي أطلقت تحقيقاً للرؤية، ومنها: مشروع نيوم و”ذا لاين”، مشروع القدية، حدائق الملك سلمان، مشروع البحر الأحمر.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى