آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 5:35 م

عزوف ونفوق

المهندس أمير الصالح *

سؤال عام: في رأيك الشخصي لماذا يعزف بعض الشباب المتعلمين والفتيات المتعلمات عن الزواج؟

نسمع كما يسمع الآخرون أن العازفين عن الزواج يتدثرون بأغطية مختلفة ومنها

1 - حب الاستمتاع بالحرية الشخصية

2 - الخوف من الالتزام المالي الكبير

3 - الخوف من التبعات ومشاركة المرأة في الممتلكات

4 - سماع قصص سوداوية عن نهايات مأساوية للزواج

5 - عدم تبني روح المسؤولية

6 - تكاليف المعيشة المتصاعدة ومحدودية موارد الدخل

7 - التمرد على مفهوم سيطرة الذكور على بيت الزوجية بالنسبة للنساء

8 - الخشية من إهدار جمال الجسم بسبب الحمل بالنسبة لبعض فتيات

9 - تبني أفكار مثل ”أريد أن أعيش لذاتي“

قد نتفهم سبب تأخير فكرة الزواج تحت غطاء تكوين النفس ماليا أو الانتهاء من الدراسة الجامعية العليا أو اختيار الأنسب المتوافق مع المواصفات المطلوبة. وقد نتفهم أسباب العزوف عن الزواج في بعض المجتمعات الليبرالية والنيوليبرالية في المجتمعات الغربية.

وفي الحقيقة أثرت ذات السؤال مع أحد الأخصائيين في إحدى رحلاتي فقال لي إن سبب الأعراض عن الزواج الرسمي هنالك:

1 - سهولة عقد علاقات خارج إطار الأسرة

2 - عدم حب الأطفال أو الالتزام بأطفال

3 - الأنانية الذاتية والاستقلالية المفرطة

4 - نمط حياة Lifestyle

5 - تجارب سابقة فاشلة

6 - مكاسب في الضريبة وخوف من تقسيم الممتلكات عند الطلاق

7 - تعدد وتنوع أنواع المتنفسات للغرائز الجنسية ”بشكل فاضح ومخجل ومبتذل“

8 - ظهور حركات فكرية تروج لكره الرجال للنساء والنساء للرجال وتسوق لاكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء وحرية علاقة الشواذ وتشريع تعاطي الإنسان لما هو غير بشري!

9 - حب المال والسفر والحفلات الماجنة لدى البعض

10 - عدم وجود عقوبة رادعة للاعتداءات على أعراض الناس

12 - ازدهار صناعة أفلام الرذيلة

13 - كثرة تطبيقات التعارف في العالم الافتراضي

14 - انتشار وتشريع تعاطي المخدرات والمشروبات المحرمة

في المجتمعات الشرق أوسطية حيث إنها مهد الديانات السماوية فإن العزوف عن الزواج يتسلل ويتمدد وهو أمر طارئ وجديد وفي بداياته نسبيا. والافتراض بأننا مجتمع مُحصن من أي متغيرات افتراض خاطئ وساذج وسطحي. فالإنسان إنسان حيثما كان وكل إنسان في الأرض قد ينقلب على أعقابه إن لم يُفعل كل إمكانياته لتحصين قلبه وعقله وسلوكه وفكره وإيمانه ومحيطه ومجتمعه لما هو أفضل. ونسأل الله أن تتكاتف الجهود من كل الطبقات الاجتماعية لتذليل كل الصعوبات وتسهيل أمور الزواج وكسر الحواجز والموانع والوساوس الشيطانية والخطط المجرمة والمدمرة لبني البشر. تصاعد ونمو ظاهرة العزوف عن الزواج الشرعي في أي مجتمع حتما ستؤدي إلى نفوق ذلك المجتمع وتحطمه من الداخل. ولذلك عند سماعنا في الأخبار عن انكماش بعض المجتمعات في اليابان أو بعض دول أوروبا بسبب عزوف شبابهم وفتياتهم عن الزواج والإنجاب، فإن فتح باب استقبال المهاجرين هو البديل لملء الفراغ في ميزان النمو السكاني. وأيضا فتح باب التبني من خارج بلدانهم على مصراعيه. من يحمل اعتقادا مبنياً على الانضباط الأسري والأخلاقي والديني والاجتماعي يعي بأن البناء الأسري البشري السليم في كل أرجاء المعمورة مسؤولية تعاضدية وشرف لكل منا أن نكون أحد المساهمين الفاعلين في ذلك البناء والدعوة لصيانته. فلا حرمنا ولا حرمكم الله الأجر في تنبيه المغرر بهم بأفكار غربية شاذة أو أفكار شرقية مبتذلة من خطر تبنيهم لبعض الأفكار السيئة المستوردة من الخارج. فنحن مجتمع مستقر لاستقرار بناء الأسر السليمة وليس بكثرة العازفين عن الزواج والهاربات من بيوت أسرهم.